وقفات تدبريّة حول الجزء السابع والعشرين

﷽
🌴وَقفَاتٌ تَدَبُّريَّةٌ [27-30] 🕟
حَوْلَ الجُزءِ السَّابِع والعِشرين ۩
_________________________
📜 *﴿وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ﴾* فأقسم سبحانه بسيد الجبال وسيد الكتب، ويكون ذلك متضمنًا للنبوتين المعظيمتين، نبوة موسى، ونبوة محمد، وكثيرًا مايقرن بينهما وبين محلهما كما في سورة التين.
[ابن القيم التبيان في أقسام القرآن 265]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ﴾* فوصفه بأنه ليس بضال وهو الجاهل، ولا غاوٍ وهو الظالم، فإن صلاح العبد في أن يعلم الحق ويعمل به، فمن لم يعلم الحق فهو ضال عنه، ومن علمه فخالفه واتبع هواه فهو غاوٍ، ومن علمه وعمل به كان من أولى الأيدي عملًا، ومن أولي الأبصار علمًا.
[ابن تيمية جامع المسائل 3' 85]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ﴾* لما ذكر سبحانه رؤيته ﷺ لجبريل عند سدرة المنتهى استطرد منها، وذكر أن جنة المأوى عندها، وأنها يغشاها من أمره وخلقه مايغشى، وهذا من أحسن الاستطراد، وهو أسلوب لطيفٌ جدًا في القرآن.
[ابن القيم التبيان في أقسام القرآن 262]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ﴾* جرت العادة أن الإنسان إذا دخل منزلًا غريبًا، تجده ينظر يمينًا وشمالًا في هذا المنزل، وخصوصًا إذا تغير تغيرًا عظيمًا، في هذه اللحظة لابد أن ينظر مالذي حدث، لكن لكمال أدب النبي ﷺ ورباطة جأشة، وتحمله مالا يتحمله بشر سواه، صار في هذا الأدب العظيم، ولهذا قال الله ﷻ: *﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيم﴾*
[ابن عثيمين تفسير سورة النجم 212، 213]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ﴾* بدأ بالآخرة؛ لأن ملك الله في الآخرة يظهر أكثر مما في الدنيا، فالدنيا فيها ملوك، وفيها روساء، وفيها زعماء، يرى العامة أن لهم تدبيرًا، لكن الآخرة لا يوجد فيها هذا: *﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار﴾*
[ابن عثيمين تفسير سورة النجم 218]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 تأمل قوله ﷻ: *﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾* كيف جعل الخلق والتعليم ناشئًا عن صفة الرحمة متعلقًا باسم الرحمن، وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا الاسم،* وختمها بقوله: ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتتح به السورة *﴿الرَّحْمَنُ﴾* إذ مجيء البركة كلها منه.
[ابن القيم الصواعق المرسلة 1' 191]*
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان﴾* عدد الله في هذه السورة نعماءَه، وأذكر عبادَه آلاءه، ونبههم على قدرته ولطفه بخلقه، ثم أتبع كل خلة وَصَفَهَا بهذه الآية، وجعلها فاصلة بين كل نعمتين؛ ليُفهمهم النعم، ويقررهم بها.
[ابن قتيبة تأويل مشكل القرآن 151]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾* قال ابن مسعود: هذه البطائنً فكيف بالظواهر؟
[معالم التنزيل 7' 453]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون﴾* كما أن اللوح المحفوظ الذي كتب فيه حروف القرآن لايمسه إلا بدن طاهر، فمعاني القرآن لايذوقها إلا القلوب الطاهرة، وهي قلوب المتقين.
[ابن تيمية مجموع الفتاوى 13' 242]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜من تأمل كيف تحدثت سورة الواقعة عن ثواب المؤمنين وعقوبة أهل الشمال تبين له أن الحق سبحانه وتعالى لم يُبيّن سبب الثواب، بينما وضّح في السورة سبب عقاب وعذاب أهل الشمال؛ وذلك لحكمة بالغة وهي على أن ذلك الثواب منه تعالى فضل، لا تستوجبه طاعة مطيع، وأن العقاب منه تعالى عدل، فوجب ذكر سبب العقاب لئلا تذهب الظنون بعيدًا.
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيم﴾* - من كرم الله تعالى أن سماه قرضًا، والمال ماله، والعبد عبده، ووعد بالمضاعفة عليه أضعافًا كثيرة، وهو الكريم الوهاب، وتلك المضاعفة محلها وموضعها يوم القيامة، يوم كل يتبيّن فقره، ويحتاج إلى أقل شيء من الجزاء الحسن.
- في الحديث قال ﷺ: «إن الله ﷻ يربي صدقة المتصدق كما يربي أحدكم فَلُوًّه، أو فصيله».
- ذكر مضاعفتها قبل أجرها، ليكون الأجر على ما ربّاه وأعظمه، لا على صغير ما أقرضه، جودًا منه وكرمًا وهو أعلم.
[تيسير الكريم الرحمن407،صحيح البخاري 1344، نكت القرآن 39'1]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾* قال ابن مسعود- رضي الله عنه-: ماكان بين إسلامنا، وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين.
[رواه مسلم 3027]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾* أشد مايكون من الحسرة والبلاء أن يُفتح للعبد طريق النجاة والفلاح حتى إذا ظن أنه ناجٍ ورأى منازل السعداء؛ اقتُطِع عنهم وضُربت عليه الشقوة.
[ابن القيم طريق الهجرتين 2' 881]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾* قرن الله في هذا الموضع بين الكتاب والحديد؛ لأن بهذين الأمرين ينصر الله دينه، فيعلي كلمته بالكتاب الذي فيه الحجة والبرهان، والحديد فيه السيف الناصر بإذن الله.
[السعدي تيسير الكريم الرحمن 888]
_________________________
{7583}م [المجموعة السادسة]
1437/9/27ھ

بارك الله فيك اخوي الفاضل عبدالرحمن الناحل وبارك الله في طرحك المفيد و الرائع و جزاك الله خير الجزاء