وقفات تدبريّة حول الجزء التاسع عشر

🌴وَقفَاتٌ تَدَبُّريَّةٌ [19-30] 🕟
حَوْلَ الجُزءِ التَّاسِع عَشَر ۩
_________________________
📜 *﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾* هذه الآية في سورة الفرقان وهي مكية، ولم يشرع الجهاد بالسيف وقتها، فدلَّ أن طلب العلم، من سبيل الله؛ لأن به قوام الإسلام، كما أن قوامه بالجهاد، فقوام الدين بالعلم والجهاد.
[ابن القيم مفتاح دار السعادة 1' 70]
•┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈•
📜 *﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾* قال البخاري رحمه الله: « *﴿خِلْفَة﴾* من فاته من الليل عملٌ أدركه بالنهار، أو فاته بالنهار أدركه بالليل». وشاهد هذا (حديث عمر عند مسلم مرفوعًا) «من نام عن حزبه -أي قيام الليل- أو عن شيءٍ منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتب له كأنما قرأه من الليل».
أطال عمر -رضي الله عليه- صلاة الضحى فقيل له: صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه! ، فقال: أنه بقي علي من وردي شيء، فأحببت أن أُتمّه، -أو قال أقضيه-، ثم تلا قوله ﷻ: *﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا﴾*
[صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن]
[سورة الفرقان صحيح مسلم]
[الدر المنثور 6' 270]
•┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈•
📜لما خُتمت سورة الفرقان بذكر جملة من أوصاف عباد الرحمن كان من مقدمة وصفهم وخاتمتها "الدعاء" *﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ﴾* *﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾* ثم خُتمت السورة ببيان حال من ترك الدعاء، وأن الرب لا يبالي به ولا يكترث في أي وادٍ هلك *﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ﴾*
•┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈•
📜قال الله ﷻ في قصة أصحاب موسى: *﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾* فسماهم بالاسم الشريف: عبادي، فلما ضعف توكلهم، ولم يستشعروا كفاية الله لهم، سلبهم هذا الوصف الشريف، فقال عنهم: *﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾*
•┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈•
📜قال الله ﷻ عن إبراهيم: *﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾* وقال أيضًا عنه وعن بنيه:
*﴿وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾* وقال لنبيه ﷺ: *﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾* فأتباع الرسل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم، وكل من خالفهم فإنه بعيد مم ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم.
[ابن القيم الجواب الكافي 80]
•┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈•
📜أجمع السائرون إلى الله أن القلوب لا تعطى مناها حتى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة *﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾*
[ابن القيم الجواب الكافي 76]
•┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈•
📜لما توعد سليمان عليه السلام الهدهد بأن يعذبه عذابا شديدا، أو يذبحه، نجا الهدهد منه بالعلم، وأقدم عليه في خطابه له بقوله: *﴿أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِه﴾* وهذا الخطاب إنما جرأه عليه العلم، وإلا فالهدهد مع ضعفه لا يتمكن من خطابه لسليمان مع قوته بمثل هذا الخطاب لولا سلطان العلم وهكذا ارتفع الهدهد بالعلم، والعلم يرفع صاحبه دائما: *﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات﴾*
[ابن القيم مفتاح دار السعادة 1' 300]
•┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈•
📜قال الهدهد لسليمان متحدثًا عن ملكة سبأ: *﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ﴾* وعدل عن قوله: (ملكة تملكهم) مع أنها ملكة حقًا فجاء باللفظ المتعجب الذي يقبح ذلك، ويضع المرأة من الحياة خلاف موضعها الذي تقتضيه فطرة الخلق.
_________________________
{7592}م [المجموعة السادسة]
1437/9/19ھ