![]() |
![]() |
التميز خلال 24 ساعة | |||
![]() ![]() |
![]() ![]() |
![]() ![]() |
|
قريبا![]() |
بقلم : ![]() |
قريبا![]() |
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
|
![]() |
||||||||
![]() |
![]() |
|||||||||
![]() |
|
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
![]()
خريطة متحركة لشرح مناسك الحج
فقط ضع اصبعك على المكان الذي تريد معرفة شرحه http://po.st/4GKYBB اللهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا |
![]() |
#3 |
نائب المدير العام
![]() |
![]()
جزاك الله خيرا ابا عادل
أعمال يوم عرفة يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو الركن الأعظم: ((الحج عرفة))، وفضائله كثيرة، ففيه يعتق الله الرقاب من نار جهنم، ويباهي بعباده الملائكة، وهذا اليوم هو الذي ينتظره الحجاج لأن فيه الرحمة والمغفرة، والعفو والصفح من رب العالمين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (2402). ولهذا اليوم المبارك أعمال فاضلة يقوم بها الحاج يمكن أن نجملها في الآتي: - الذهاب من منى إلى عرفات بعد طلوع الشمس مكبراً أو ملبياً لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يوم التروية توجه إلى منى فأهل بالحج، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر، والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها" رواه مسلم (2137). وعن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك - وهما غاديان من منى إلى عرفة -: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "كان يهل منا المهل فلا ينكر عليه، ويكبر منا المكبر فلا ينكر عليه" رواه البخاري (1549) واللفظ له، ومسلم (2254). - يسن للحجاج يوم عرفة النزول بنمرة في بطن الوادي إلى الزوال إن تيسَّر ذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا زالت الشمس سُنَّ للإمام أو نائبه أن يخطب الناس خطبة تناسب الحال، يبين فيها ما شرع للحاج في هذا اليوم وبعده، ويأمرهم فيها بتقوى الله، وتوحيده، والإخلاص له في كل الأعمال، ويحذرهم من محارمه وغير ذلك. - وبعد الخطبة يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الأولى بأذان واحد وإقامتين لفعله صلى الله عليه وسلم. - بعد صلاة الظهر والعصر قصراً وجمعاً يرتفع الحجاج من بطن عرنة إلى عرفات، ويتفرغون للدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى وهم في منازلهم من عرفة، ولا يلزمهم أن يذهبوا إلى جبل الرحمة، ولا يلزمهم أن يروه، ولا أن يستقبلونه حال الدعاء، وإنما يستقبلون الكعبة المشرفة لأن عرفة كلها موقف لقوله صلى الله عليه وسلم: ((وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف)) رواه مسلم (2138)، ففي أي مكان وقف الحاج منها أجزأه، ما عدا ما استثناه النبي صلى الله عليه وسلم وهو بطن عرنة[1]. وينبغي أن يجتهد الحاج بالدعاء والتضرع والتوبة في هذا الموقف العظيم، وأن يستمر في ذلك سواء دعا راكباً أو ماشياً، أو واقفاً أو جالساً، أو مضطجعاً على أي حال كان، ويختار الأدعية الواردة والجوامع منها، ويسن أن يكثر من قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"؛ لما صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))[2]، ويقف خاشعاً خاضعاً متضرعاً، مستكيناً لربه، مظهراً الفقر والفاقة، وشدة الحاجة إليه، رافعاً إليه أكف الضراعة، طالباً منه حاجته الحاضرة والمستقبلية، راجياً رحمته. - ويستمر في البقاء بعرفة والدعاء إلى غروب الشمس، ولا يجوز له أن ينصرف منها قبل غروب الشمس، فإن انصرف منها قبل الغروب وجب عليه الرجوع ليبقى فيها إلى الغروب, فإن لم يرجع وجب عليه دم؛ لتركه الواجب, والدم ذبح شاة يوزعها على المساكين في الحرم, أو سُبع بقرة، أو سُبع بدنة. ووقت الوقوف يبدأ بزوال الشمس يوم عرفة على الصحيح، ويستمر إلى طلوع الفجر ليلة العاشر، فمن وقف نهاراً وجب عليه البقاء إلى الغروب، ومن وقف ليلاً أجزأه ولو لحظة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك الحج))[3]. والوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، وهو أعظمها لقوله صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[4]، ومكان الوقوف هو عرفة بكامل مساحتها المحددة، ومن وقف خارجها لم يصح وقوفه. - فإذا غربت الشمس أفاض من عرفة إلى مزدلفة، "والسنَّة إذا أفاض من عرفات ذهب إلى المشعر الحرام على طريق المأزمين، وهو طريق الناس اليوم، فلعرفة طريق أخرى تسمى طريق ضب، ومنها دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى عرفات، وخرج على طريق المأزمين، وكان صلى الله عليه وسلم في المناسك والأعياد يذهب من طريق ويرجع من أخرى، ولا يزاحم الناس، بل إن وجد خلوة أسرع"[5]، ملبياً، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن أسامة بن زيد رضي الله عنهما كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى المزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، قال: فكلاهما قالا: "لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة" رواه البخاري (1574). - إذا وصلوا إلى مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين جمعاً بأذان وإقامتين من حين وصولهم إليها لفعل النبي صلى الله عليه وسلم[6]، وإذا خشي ألا يصل مزدلفة إلا بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة، ولا يجوز له أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل. والله أعلم، وصلى اللهم على نبيا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين. 1]رواه أحمد في المسند برقم (16151)، وصححه الألباني برقم (903) في صحيح الجامع.[2] رواه الترمذي (3509)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2598). [3] رواه الترمذي (2901)، وصححه الألباني برقم (5995) في صحيح الجامع. [4] رواه الترمذي (814)، والنسائي (2966)، وابن ماجة (3006)، وصححه الألباني برقم (3172) في صحيح الجامع. [5] مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية (1/28). [6] التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة على ضوء الكتاب والسنة (1/56). |
![]() |
![]() |
#4 |
نائب المدير العام
![]() |
![]()
ركن الحج الأكبر
يوم عرفة هو أحد الأيام التي أقسم الله تعالى بها منوهاً إلى عظيم فضلها، وعلو قدرها وشرفها فقال الله تعالى: {وَالفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}(سورة الفجر:2) قال ابن كثير: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف، وهذا اليوم أكمل الله فيه الدين، وأتم فيه النعمة على عباده قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(سورة المائدة:3). وأقسم الله به، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم فقال: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}(سورة البروج:3) فاليوم المشهود هو يوم عرفة كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..))[1]، وهذا اليوم هو أكثر يوم يعتق الله فيه رقاب عباده من النار، ويباهي بهم ملائكته فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (3354). وقد ورد فضل صيامه لغير الحاج حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة فقال: ((يكفر السنة الماضية والباقية)) رواه مسلم (2804)، وغيرها من فضائل هذا اليوم الكثيرة التي بينتها نصوص الكتاب والسنة. الركن الأعظم: وللحج أركان لا يصح إلا بها، وأعظمها الوقوف بعرفة، فإن من فاته هذا الركن فلا حج له كما جاء عن عبد الرحمن بن يعمر رضي الله عنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة، وأتاه ناس من أهل نجد وهو بعرفة فسألوه فأمر منادياً فنادى: ((الحج عرفة الحج عرفة، ومن جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك، أيام منى ثلاثة، من تعجل في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه))، وأردف رجلاً فنادى"[2]، فقوله: "الحج عرفة" (أي معظم الحج أو ملاكه الوقوف بعرفة لفوت الحج بفواته، وقال الطيبي: تعريفه للجنس وخبره معرفة فيفيد الحصر نحو: ذلك الكتاب، وقال التوربشتي: أي معظم الحج وملاكه الوقوف بعرفة وذلك مثل قولهم: المال الإبل، وإنما كان ذلك ملاكه وأصله لأنه يفوت بفواته، ويفوت الوقوف لا إلى بدل. وقيل: تقديره: إدراك الحج إدراك وقوف عرفة، والمقصود أن إدراك الحج يتوقف على إدراك الوقوف بعرفة، وأن من أدركه فقد أمن حجه من الفوات، الحج الصحيح حج من أدرك يوم عرفة، وقال المحب الطبري: معناه أن فوات الحج متعلق بفوات وقته، وغيره من الأركان وقته ممتد. انتهى"[3]. وقال الشوكاني رحمه الله تعالى: "أي الحج الصحيح حج من أدرك يوم عرفة قال الترمذي: قال سفيان الثوري: والعمل على حديث عبد الرحمن بن يعمر عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيرهم أن من لم يقف بعرفات قبل الفجر فقد فاته الحج، ولا يجزئ عنه أن جاء بعد طلوع الفجر، ويجعلها عمرة، وعليه الحج من قابل، وهو قول الشافعي وأحمد وغيرهما"[4]. وقت الوقوف: يبدأ الوقوف بعرفة من حين زوال الشمس يوم عرفة (اليوم التاسع) إلى طلوع الفجر الثاني من يوم النحر لحديث جابر "أنه لما زاغت الشمس أتى بطن الوادي، فخطب بهم ثم صلى الظهر والعصر، ثم ركب حتى أتى الموقف" رواه مسلم (1218)، ولقوله صلى الله عليه وسلم لعروة بن مضرس وقد وقف بعرفة ليلاً: ((من شهد صلاتنا هذه (صلاة الفجر بمزدلفة)، ووقف معنا حتى ندفع، وقد وقف بعرفة قبل ليلاً أو نهاراً فقد أتم حجه، وقضى تفثه))[5]. ما هو يوم الحج الأكبر؟ اختلف في يوم الحج الأكبر هل هو يوم عرفة أم يوم النحر؟: قال ابن عبد البر: "اختلف في تأويل قول الله عز وجل {يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ}(سورة التوبة:3) فقيل يوم عرفه، وقيل يوم النحر، قال بهذا جماعه وبهذا جماعه، روى من الحديث عمرو بن مرة عن مرة بن شراحيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمزدلفة غداة يوم النحر على ناقة حمراء فقال: هل تدرون أي يوم هذا؟ هذا يوم الحج الأكبر)) رواه شعبة وغيره عن عمرو بن مرة، ومن حديث أبي إسحاق عن الحرث عن علي قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر فقال: يوم النحر"، وروى جعفر ابن أبي وحشية عن سعيد بن جبير: "الحج الأكبر يوم النحر"، وقال معمر عن الحسن: "إنما سمي الحج الأكبر لأنه حج فيه أبو بكر، ونبذت فيه العهود"، وقال ابن جريج عن ابن طاووس عن أبيه انه قيل له: ما الحج الأكبر؟ قال: يوم عرفه، وهو اليوم الأكبر عرفه"[6]. وقال: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوم الحج الأكبر يوم عرفة)) وهو قول ابن عباس وطاووس، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوم الحج الأكبر يوم النحر)) من حديث علي وأبي هريرة وابن عمر ورجل من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، ولا خلاف عن مالك وأصحابه أن يوم الحج الأكبر يوم النحر، واختلف أصحاب الشافعي في ذلك: فقالت طائفة منهم: يوم الحج الأكبر يوم عرفة، وقال بعضهم: يوم النحر، وكذلك اختلف أصحاب أبي حنيفة، وليس عنه شيء منصوص، وذكر الثوري في جامعه في يوم الحج الأكبر قال: حدثنا ليث عن مجاهد قال: الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر العمرة"[7]، ورجحت اللجنة الدائمة للإفتاء[8] أن يوم الحج الأكبر هو يوم عرفة[9]. نسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلى كل خير، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين. [1] رواه الترمذي (3339)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (7/339). [2] المستدرك (1703)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (2/113). [3] مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح (9/938-939). [4] نيل الأوطار (5/117). [5] رواه الترمذي (891)، وصححه الألباني. [6] التمهيد (1/125). [7] التمهيد (1/126). [8] بالمملكة العربية السعودية. [9] فتاوى اللجنة الدائمة (11/221). |
![]() |
![]() |
#5 |
نائب المدير العام
![]() |
![]()
فضائل يوم عرفة
فرض الله على عباده المسلمين فرائض عديدة، واختصهم لذلك ولغيره بمزايا سامية، وفضائل راقية، ومواسم وأيام شريفة مباركة؛ يباهي بهم فيها ملائكته، ويستجيب لهم فيها دعاءهم، ويعطي كل سائل مطلبه، ومن هذه المواسم والأيام المباركة "يوم عرفة"، فله من المزايا العديدة، والفضائل الكثيرة ما جعله مستحقاً لثناء الله تعالى عليه بأنه يوم عظيم، رفيع قدره، وما جعل الوقوف فيه ركناً من أركان الحج. وفيما يلي بعضاً من فضائل هذا اليوم الجليل: 1. أن الله قد أقسم به: والعظيم لا يقسم إلا بعظيم قال تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} (سورة الفجر:3) قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الوتر يوم عرفة، والشفع يوم الذبح"، وهو اليوم المشهود الذي قال الله فيه: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} (سورة البروج:3)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه؛ فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه))[1]. 2. أنه يوم عيد لأهل الموسم فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً!! قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (المائدة:3)، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة"رواه البخاري (43) ومسلم (5334)، قال ابن حجر رحمه الله : "التنصيص على أن تسمية يوم عرفة يوم عيد"[2]. 3. أن الله يباهي بأهل عرفات ملائكته، ويعمُّهم بالرحمة والغفران فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول لهم: انظروا إلى عبادي هؤلاء جاءوني شعثاً غبراً))[3] قال الإمام المناوي رحمه الله: "وذا يقتضي الغفران، وعموم التكفير؛ لأنه لا يباهي بالحاج إلا وقد تطهر من كل ذنب، إذ لا تباهي الملائكة وهم مطهرون إلا بمطهر"[4]، وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة، وإنه يدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء)) رواه مسلم (2402). 4. أن أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة: فعن طلحة بن عبيد الله بن كريز أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك)) [5]. 5. أن من صامه إيماناً واحتساباً فإن الله يكفر بذلك ذنوب سنتين فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: ((يكفر السنة الماضية والباقية)) رواه مسلم (1977). 6. أن الله جعل الوقوف بعرفة ركناً من أركان الحج، بل هو أهمهما فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[6] قال ابن رشد: "أجمعوا على أنه ركن من أركان الحج، وأن من فاته فعليه حج قابل"[7]، وقال ابن قدامة المقدسي: "والوقوف ركن لا يتم الحج إلا به إجماعاً"[8]. فهذه بعض فضائل هذا اليوم العظيم، والذي ينبغي على العبد المسلم أن يحرص على استغلاله، والظفر فيه بطاعة الرحمن، والتقرب والإنابة والتوبة إليه؛ عل الله عز وجل يقبله ويعفو عنه. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يوفقنا لكل خير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين. [1] رواه الترمذي (3262)، وحسنه الألباني في والصحيحة (1502). [2] فتح الباري (8/271). [3] أخرجه الحاكم في المستدرك (1708)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1863). [4] فيض القدير (2/279). [5] أخرجه البيهقي (8174)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1503). [6] رواه أحمد (18796)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3172). [7] بداية المجتهد (1/481). [8] المغني (3/432). |
![]() |
![]() |
#6 |
نائب المدير العام
![]() |
![]()
خير الدعاء
ما برح بيت الله العتيق يطاول الزمان، وهو شامخ البنيان، في منعة من الله وأمان، بناه إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام إعلاناً بالتوحيد الخالص، فكان بناؤه مرهون بتوحيد الله قال جل وعلا: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً} (الحج:26). وقد تمثل توحيد الله عز وجل في كل الأعمال التي يختص بها حج هذا البيت، ومن جملتها دعاء يوم عرفة فقد جاء في الحديث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير))[1]، وعن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له))[2]. ويوم عرفة هو من الأيام المباركة التي تجاب فيها الدعوات، وتقال فيه العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره, وجعله يوم إكمال الدين، وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب، والعتق من النيران قال الإمام ابن عبد البر: "دعاء يوم عرفة بعرفة وغيرها دعاء مرجو إجابته، وممن ذهب إلى هذا عبيد بن عمير، ومحمد بن المنكدر". وكان السلف الصالح رضي الله عنهم يهتمون بالدعاء فيه، بل كان ابن عباس رضي الله عنه يقول لأصحابه: "من صحبني من ذكر أو أنثى فلا يصم يوم عرفة"، وروى سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير أنه قال: "أُفطِر يوم عرفة لأتقوى على الدعاء، وهذا ممكن أن يكون بعرفة لأنه موضع الاجتهاد في الدعاء مع ما فيه القوم من النصب والتعب بالسفر"[3]. ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم دعاء معين يوم عرفة على الصحيح كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ولم يعين النبي صلى الله عليه وسلم لعرفة دعاء ولا ذكراً، بل يدعو الرجل بما شاء من الأدعية الشرعية، وكذلك يكبر ويهلل، ويذكر الله تعالى حتى تغرب الشمس"[4]. وفي هذا الموقف على العبد أن يكون "حاضر الخشية، غزير الدمعة، فرِقَاً من ربه جل وعلا، مخبتاً إليه سبحانه، متواضعاً له، خاضعاً لجنابه، منكسراً بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته، ويحاسب نفسه، وليخلص التوبة من جميع المخالفات، مع البكاء على سالف الزلات، خائفاً من ربه جل وعلا، مشفقاً وجلاً، باكياً نادماً مستحياً منه تعالى، ناكس الرأس بين يديه، منكسر القلب له، فإنه إذا فرغ القلب وطهر، وطهرت الجوارح، واجتمعت الهمم، وتساعدت القلوب، وقوي الرجاء، وعظم الجمع؛ كان جديراً بالقبول، فإن تلك أسباب نصبها الله مقتضية لحصول الخير، ونزول الرحمة، وليجتهد أن يقطر من عينه قطرات فإنها دليل الإجابة، وعلامة السعادة، كما أن خلافه علامة الشقاوة، فإن لم يقدر على البكاء فليتباك بالتضرع والدعاء قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج:32). وليكن دخول العبد على ربه جل وعلا من باب الافتقار الصرف، والإفلاس المحض، دخول من قد كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصل غايته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل، وكمال فاقته وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى. وليعلم المرء أنه إن تخلى الله عنه طرفة عين هلك، وخسر خسارة لا تجبر، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته"[5]. فليستغل المسلم هذه اللحظات المباركات، وليجتهد في العبادات، والحرص على الطاعات، والإكثار من الذكر والدعاء، والتلبية والاستغفار، والتضرع لله عز وجل وقراءة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ليحذر من العجز والتقصير، والتفريط والانشغال بما لا يفيد من فضول الكلام وغيره، فإنها أوقات قصيرة، وساعات يسيرة، من وفق للعمل الصالح فيها فقد أفلح كل الفلاح، وفاز كل الفوز، وكم لله في هذا اليوم من عتقاء، ومن أعتق من النار فأيُّ خير بعد ذلك، وأي شر لم يندفع عنه؟ ويا حسرة من فرط، وندامة من غفل؛ عن يوم قد لا يدركه في المستقبل؟ وفقنا الله جميعاً لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين. [1] رواه الترمذي (3585)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي. [2] الموطأ (500)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع. [3] التمهيد لابن عبد البر (21/161). [4] مجموع الفتاوى (26/132). |
![]() |
![]() |
#7 |
نائب المدير العام
![]() |
![]()
بدع يوم عرفة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإن الله سبحانه يصطفي ما يشاء من خلقه ويختار، فقد اصطفى من البشرية الأنبياء والرسل، واصطفى محمداً منهم بمزيد من الاصطفاء، واصطفى من الأماكن المساجد، واختص ثلاثة مساجد بمزيد من الفضائل، وفضَّل المسجد الحرام على المسجد النبوي والمسجد الأقصى، واصطفى من الأزمنة شهر رمضان، ومن الساعات ساعة في يوم الجمعة، وهذا له سبحانه لأنه هو الذي قال في كتابه الكريم: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (سورة القصص:68). ومن هذه الأزمنة التي اختصها الله بمزيد من الفضائل دون بقية الأيام يوم عرفة، فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة))[1]، فكان الوقوف بعرفة لهذا السبب ركن من أركان الحج، وفيه ينزل الله تعالى نزولاً يليق بجلاله سبحانه إلى السماء الدنيا، ويباهي بأهل الموقف ملائكته. ومع هذا الفضل كله نرى كثيراً من الناس يتساهلون في شأن هذا اليوم فلا يعرفون له قدره، بل ربما ارتكبوا فيه مخالفات تغضب الله، وربما افتعلوا فيه بعض العبادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وتعبدوا لله بذلك، ولا شك أن التعبد لله بما لم يأذن الله به أمر لا يجوز، بل هو منكر عظيم، وصاحبه في ضلال مبين، وعمله غير مقبول قال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[2]. بل إن الله سبحانه قد حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حجب التوبة عن صاحب كل بدعة))[3] . وفيما يلي بعض المخالفات والبدع التي يفعلها بعض الناس في يوم عرفة سواء كانوا حجاجاً أو غير ذلك؛ وذلك لنحذرها، ونحذِّر من نراه من يقع فيها من المسلمين، وهذه المخالفات والبدع قد أشار إليها ونبه عليها كثير من علماء الكتاب والسنة، ومن هؤلاء العلماء العلامة محمد ناصر الدين الألباني الذي ذكر هذه البدع في كتابه "مناسك الحج والعمرة" وخلاصتها كالتالي: · الوقوف على جبل عرفة في اليوم الثامن ساعة من الزمن احتياطاً خشية الغلط في الهلال.وغير ذلك من المخالفات والبدع التي تكون من بعض الناس في ذلك اليوم العظيم، والله المستعان، فنسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، والحمد لله رب العالمين. [1] الترمذي (889)، والنسائي (3016)، وابن ماجة (3015)، وصححه الألباني. [2] البخاري (2675)، ومسلم (1718). [3] شعب الإيمان (7/59)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. [4] انظر: مناسك الحج والعمرة (ص53) وما بعدها. بتصرف. |
![]() |
![]() |
#8 |
نائب المدير العام
![]() |
![]()
عرفة يوم الميثاق والفضائل
أيام الله التي فضَّلها - سبحانه - من الأزمان واختارها، لكل يوم منها مزية على الآخر، ولكل واحد مناسبة عظم من أجلها، فبليلة القدر فضلت ليالي العشر الأواخر من رمضان، على ليالي العشر من ذي الحجة، وفضلت الأخيرة على سابقتها، بيوم عرفة ويوم عيد الأضحى ويوم التروية، ولنا هنا وقفات مع يوم عظيم من أيام العشر من ذي الحجة. فهو اليوم الذي كمل فيه ديننا القويم، وتمت به علينا النعمة، ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} "المائدة: 3" قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. وهو يوم الميثاق الذي أخذ على كافة بني البشر، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة - وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني". |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مناسك الحج والعمرة بالصوت والصورة - الجزء الأول | فهد محمد بن ناحل | مجلس الحج | 4 | Sep-Sat-2014 02:19 AM |
مناسك الحج بالصوت والصورة الجزء الثاني | عبدالرحمن الناحل | مجلس الحج | 2 | Oct-Wed-2013 05:50 PM |
شرح مناسك الحج والعمرة عملي كاملة | فهد محمد بن ناحل | مجلس الحج | 8 | Oct-Sun-2013 04:25 AM |
خريطة متحركة لشرح مناسك الحج ! | فهد محمد بن ناحل | مجلس الحج | 1 | Sep-Sun-2013 11:08 PM |
الحج ... أشواق لا تنتهي | صالح الحربي | الإســــــــــلامي | 2 | Nov-Sun-2010 12:59 AM |
![]() |
![]() |
![]() |