وقفات تدبريّة حول الجزء السادس والعشرين

﷽
🌴وَقفَاتٌ تَدَبُّريَّةٌ [26-30] 🕟
حَوْلَ الجُزءِ السَّادِس والعِشرين ۩
_________________________
📜 *﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُون﴾* لما ذكر تعالى التوحيد له، وإخلاص العبادة، والاستقامة إليه، عطف بالوصية بالوالدين *﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا﴾* كما هو مقرون في غير ما آية من القرآن كقوله ﷻ: *﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾*
[تفسير ابن كثير 5' 102]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ﴾* أُتي لعبدالرحمن بن عرف بطعام وكان -صائمًا-، فقال: «قتل مصعب بن عمير وهو خير مني؛ كُفن في بردة إن غُطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وقتل حمزة وهو خير مني، ثم بسط لنا من الدنيا مابسط، وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجلت لنا». وجعل يبكي حتى ترك الطعام.
[رواه البخاري 1216]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ﴾* *﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ﴾* وهذا أمر محسوس لمن له قلب، فإن مافي القلب من النور والظلمة والخير والشر، يسري كثيرًا إلى الوجه والعين، وهما أعظم الأشياء ارتباطًا بالقلب.
وقال الله بعدها عن المنافين: *﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ﴾* فهذا مقسمٌ عليه محقق لا شرط فيه؛ وذلك أن ظهور مافي قلب الإنسان على لسانه أعظم من ظهوره في وجهه، لكنه يبدو في الوجه بدوًا خفيًا يعلمه الله.
وقال عثمان بن عفان: «ما أسر أحدٌ سريرة إلا أظهرها الله على وجهه وفلتات لسانه ثم قرأ قوله الله عن المنافقين *﴿وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْل﴾* ِ».
[ابن تيمية الاستقامة 1' 355] وينظر أيضًا:
[ابن تيمية مجموع الفتاوى 14' 110]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 فوا أسفاه وواحسرتاه، كيف ينقضي الزمان، وينفد العمر، والقلب محجوب عن ربه! وخرج من الدنيا كما دخل إليها، وماذاق أطيب مافيها، بل عاش فيها عيش البهائم وانتقل منها انتقال المفاليس الذين *﴿يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾*
[ابن القيم طريق الهجرتين 211]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ﴾*
بالتوحيد يقوى العبد ويستغني، فلا يزول فقر العبد وفاقته إلا به، وإذا لم يحصل له؛ لم يزل فقيرًا محتاجًا مُعذبًا في طلبه، وإذا حصل مع التوحيد الاستغفار؛ حصل له غناه وسعادته، وزوال عنه مايعذبه.
فالتوحيد يذهب أصل الشرك، والاستغفار يمحو فروعه، فأبلغ الثناء قول: لا إله إلا الله، وأبلغ الدعاء قول: استغفر الله.
[ابن تيمية مجموع الفتاوى 1' 56] وينظر أيضًا:
[ابن تيمية مجموع الفتاوى 8' 489]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِين﴾* حلق وتقصير الرؤوس نوعٌ من الذل والخضوع، وكانت العرب إذا أرادت المنَّ على الأسير جزَّت ناصيته، وأعمال الحج مبناها على الخضوع والذل.
[ابن تيمية شرح عمدة الفقه 3' 545]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُون﴾* فإذا كان رفع أصواتهم فوق صوته سببًا لحبوط أعمالهم، فكيف بتقديم آرائهم وعقولهم وأذواقهم وسياساتهم ومعارفهم على ما جاء به ورفعِها عليه؟!
[ابن القيم إعلام الموقعين 1' 41]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾* الواجب على من شرح الله صدره للإسلام أن إذا بلغته مقالة ضعيفة، عن بعض العلماء أن لا يحكيَها لمن يعمل بها، بل يسكت عنها، وإن تيقن صحتها فما أكثر من يحكي عن الأئمة من ما لا حقيقة له.
[ابن تيمية بيان الدليل 157]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَاب﴾* من أعظم التعيير إظهار التعبير وإشاعته في قالب النصح، وقد عد الله من خصال المنافقين إظهار أمر حسن ويراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده في الباطن.
[ابن رجب تفسير ابن رجب 1' 272]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾* ليس في كتاب الله آية واحدة يمدح الله فيها أحدًا بنسبه، ولا يذم أحدًا بنسبه، وإنما يمدح بالإيمان والتقوى، ويذم بالكفر والفسوق والعصيان.
[ابن تيمية مجموع الفتاوى 35' 230]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾*
إذا قال قائل: ما هي مناسبة الغيبة لمثل هذا المثل؟ قلنا: لأن الذي تغتابه غائب لا يمكن أن يدافع عن نفسه، كالميّت إذا قطعت لحمه لا يمكن أن يقوم ليدافع عن نفسه، ولهذا إذا ذكرت أخاك بما يكره في حال وجوده فإن ذلك لا يسمى غيبة بل يسمى سبًا وشتمًا.
[ابن عثيمين شرح رياض الصالحين 30]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜عن أَبي واقدٍ اللَّيثيِّ رضي الله عنه، قال:
«كان رسولُ اللهِ ﷺ يقرأُ في الفِطرِ والأضحى بـ (ق)*واقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ (القمر)»
ومناسبة ذلك والله أعلم قوله ﷻ فيها:*
*﴿ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾* وقوله ﷻ:**﴿كَذَلِكَ الْخُرُوجُ﴾* وقوله ﷻ:**﴿ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ﴾* فخروج المرء للعيد يوم الزينة ينبغي أن لا ينسيه خروجه إلى عرصات الحساب، ولا يكون في ذلك اليوم بطرًا فخورًا، ولا يرتكب فسقًا ولا فجورًا
[صحيح مسلم كتاب صلاة العيدين 1483]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾* في اللسان آفتان عظيمتان: آفة الكلام، وآفة السكوت، وقد يكون كلٌ منهما أعظم إثمًا من الأخرى بوقتها.
[ابن القيم الجواب الكافي 161]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا﴾* أحسنَ في الترتيب والانتقال من السافل إلى العالي؛ فإنه بدأ بالرياح، وفوقها السحاب، وفوقه النجوم، وفوقه الملائكة المقسمات أمر الله الذي أُمرت به.
[ابن تيمية، التبيان في أقسام القرآن لابن القيم 279]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜تأمل كيفية خلق الرأس، وكثرة مافيه من العظام، حتى قيل أنها خمسة وخمسون عظمًا، مختلفة الأشكال والمقادير والمنافع، وكيف ركبه سبحانه على البدن، وجعله عاليًا علو الراكب على مركوبه، ثم اقرأ قول الله ﷻ: *﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾*
[ابن القيم مفتاح دار السعادة 1' 189]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾* أقسم سبحانه أعظم قسمٍ به، على أجل مقسمٍ عليه وأكد الإخبار بهذا القسم، ثم أكده سبحانه بشبهه بالأمر المحقق الذي لا يشك فيه ذو حاسة سليمة.
[ابن القيم التبيان في أقسام القرآن 422]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿فَرَاغَ إِلَىٰ أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾* فيه ثلاثة أنواع من المدح:
1- خدم ضيفه بنفسه.
2- أنه جاء بحيوان تام؛ ليتخيروا من أطايب لحمه ماشاؤوا.
3- أنه سمين ليس بمهزول.
[ابن القيم الرسالة التبوكية 68]

_________________________
{7584}م [المجموعة السادسة]
1437/9/26ھ

بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء