القبيلة

للإنسان في هذه الحياة جماعة اجتماعية ينتمي إليها ويعتز بها ويعمل الإنسان وفقاً لضوابط ومعايير الجماعة التي ينتمي إليها من منطلق الدور الذي يلعبه في نسق الجماعة , والجماعة في الحياة الاجتماعية لها دور كبير في التأثير على سلوكه واتجاهاته وأنماط معيشته , وفي الوقت مضى كان للجماعة مكانه بارزة ومؤثرة في حياة الشعوب باعتبار أن الجماعة هي المكون الأساسي لكل الشعوب فنجد أن كل شعب من شعوب العالم مكون من مجموعة من الجماعات وتنقسم الجماعات إلى جماعات عرقية وهي جماعة أو فئة من الأشخاص يرتبط بعضهم ببعض بأصل مشترك وظهر هذا المصطلح باللغة الانجليزية في بداية القرن السادس عشر واستعملت منذ هذا التاريخ بشكل أساسي لتشير إلى الملامح المشتركة الموجودة بسبب الاشتراك في أصل النسب .

وهناك الجماعة المرجعية وهو مصطلح قدمه هايمن Hymanعام 1942 ليطلق على الجماعة أو تجمع أو شخص أن يضع في حسابه عندما يحدد سلوكه واتجاهاته وقد يكون هذا السلوك وهذه الاتجاهات هي عين سلوك واتجاهات الجماعة التي ينتمي إليها الفرد كما قد تكون مختلفة عنها بشكلها الصوري ولكن هناك اتفاق تام في جوهر العلاقة ودلالاتها .

وينطبق كلاً من النوعين السابقين من الجماعات على الكثير من القبائل العربية والغير عربية فالقبيلة هي "جماعة لها تنظيم معين وعادات وتقاليد وقيم" فإذا انطلقنا من النوع الأول من الجماعة (الجماعة العرقية) نجد أن القبيلة يلتقي جميع أفرادها في العرق فهم يرجعون إلى أصل واحد ونسب واحد وإذا نظرنا إلى الوجه الأخر من القبيلة نجد أن القبيلة تلتقي في الجماعة (الجماعة المرجعية) ففي القبيلة شيخ يسير أمور أفراد القبيلة وهو المرجعية في كل ما يخص شؤون القبيلة وفقاً لما يسمى بالجماعة المرجعية المعيارية لأن الجماعة المؤثرة في القبيلة هي الجماعة التي تؤسس المعايير وتفرضها على أفراد القبيلة كجماعة مرجعية هذه الجماعة التي هي جزء لا يتجزءا من القبيلة , والتي أصبحت الجماعة المعيارية تتلاشى مع مرور الزمن وخروج أفراد القبيلة كجماعة إلى الحياة الاجتماعية الحديثة والانفتاح على العالم الأخر وأصبحت مركزية القبيلة المؤثرة تختفي برحيل رموزها المؤثرين في حياة أفرادها فالكثير من الممنوع في حياة القبيلة في وقت ازدهارها أصبح اليوم مسموح ويمارس بشكل سافر ولهذا أصبح لزاماً علينا ونحن نعيش في عصر التحديث والانفتاح وفي جو يسوده التسامح والحوار وقبول الأخر أن نؤسس لسلوك جمعي جديد لحياة الجماعة " القبيلة" تحت مسمي مجلس القبيلة يحدد أهدافه ورؤيته المستقبلية ويفتح المجال لشباب القبيلة لمشاركة فيه بعقولهم النيرة وطموحاتهم المشروعة ويعيد للقبيلة دورها ولكن بأسلوب حضاري وخطاب تسامحي ومنهج رائع يقوي العلاقة بين أفراد القبيلة وكذلك مع الجماعات الأخرى برابط الود والتسامح والاحترام .

فهل نرى هذا المجلس على أرض الواقع نتمنى ذلك لكن قبل أن يمضي عامنا الحالي ؟


كتبه غازي عماش غازي الصالحي