التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا

بقلم :
قريبا

العودة   منتديات بني سالم ومسروح > العـامه > العــــــــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم Feb-Sat-2019
مؤسس المنتدى( 0504464282)
فهد محمد بن ناحل متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : Mar 2007
 فترة الأقامة : 6452 يوم
 أخر زيارة : منذ 3 يوم (08:13 PM)
 المشاركات : 22,878 [ + ]
 التقييم : 9080
 معدل التقييم : فهد محمد بن ناحل تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي يا بن رخيص كب عنك الزواريب



للتآخي عند البدو تقاليد طريفة, حيث يقف المتآخيان وسط حشد من الرجال وجها لوجه, ويمسك كل منهما صاحبه من حزامه, ويرفعان اليمين ويرددان قسم الولاء " والله, والله إخوان.. إخوان طول الزمان.. واللي يبوق يبوق به الله). هذا نص من مقدمة كتاب رحلة إلى نجد الذي وثّق لرحلة ومشاهدات الرحالة البريطانية (آن بلنت) التي طافت أجزاء من شمال الجزيرة العربية في الربع الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي. هذا التقليد (الشكلي) ربما اتخذته بعض القبائل التي كانت تستقر في الشمال, لكن التآخي أو (الخوة) ميثاق ورابطة كانت راسخة في طبائع كل سكان الجزيرة العربية وتقاليدهم.

من الإصدارات الحديثة ثمة كتاب صغير في حجمه غني بمادته وبوضوح منهجية الباحث المحقق المدقق بعنوان مسائل الجوار والحماية عند البادية في الجزيرة العربية للأستاذ قاسم بن خلف الرويس, وهو يبحث؛ وفقا لتقديم الناشر, في مسائل الحماية والجوار في بادية الجزيرة العربية كموضوع يعطي تصورا عن الشيم العربية النبيلة والعادات والتقاليد الأصيلة في تفصيل على عدة محاور شملت النواحي الاجتماعية والقانونية والسياسية.

في تناوله لما كان يعرف بالثلاث البيض, وأحدها عهد الخوة, نقل الرويس ما يفيد أن ما كان يسمى خوي الجنب أو الخوي المباري هو الرفيق أو المرافق في الطريق الذي يجب تقديره واحترامه ومراعاته, وحمايته والأخذ بثأره إن قُتل أو ردّ حقه إن سُلب أو وقع عليه اعتداء, وعدم تركه وحيدا إذا أصيب أو مرض خلال ارتحال (الخويا). وفي معرض استشهاده بالأمثلة ذكر بيت الشعر التالي:

خوينا ما نصلبه بالمصاليب

ولا يشتكي منا الجفا والعزاري

وأسمع أن الشطر الأول من البيت سرى مسرى المثل, والدلالة أن (الخوي) لا يترك وحده في المآزق مهما تكلف الأمر, ويقال إن الشطر كان شعارا اتخذه؛ قبل عشرات السنين إبان دخول السيارات للمنطقة, مهربو الأطعمة والمواد الأخرى عندما يجلبونها من الدول المجاورة فكانوا يتحاشون النقاط الحدودية تهربا من دفع الرسوم الجمركية, وإذا وقع أحدهم في مأزق المطاردة كان (خوياه) يناورون بالسيارات في محاولات لإبعاد الدوريات مرددين (خوينا ما نصلبه بالمصاليب), ولهذا يشاع خطأ أن وراء البيت قصة حدثت لأحد المهربين. ويتردد بين كبار هواة الصيد والترحال البري (المتخاوين) أحيانا هذا الشطر إذا واجهت أحدهم معضلة تتطلب التدخل والمساعدة. لكن ما المقصود بالصلب والمصاليب؟

المصاليب- نقلا عن معجم التراث- للمؤرخ الأديب سعد بن جنيدل- مفردها المصلاب وهي عصيّ الشداد وعصيّ المسامة التي تشد على رؤوسها ويركب عليها, ولكل شداد أربع عصي. والشداد والمسامة مما يستعمل للركوب والحمل على الإبل.

ولقد فرضت قديما قسوة تعايش بعض أبناء الصحراء في رحلات الغزو والاقتتال أو الإصابة بالمرض أثناء الهرب والارتحال أن يتعاملوا مع الفرد المصاب بأحد خيارين, الأول تركه عند جماعة يجدونهم في الطريق أو تركه وحيدا يفترش الأرض ويلتحف السماء على أمل أن يشفى ويلحق بجماعته فيما بعد أو يواجه مصيرا آخر فتنقطع أخباره. والحل الآخر حمله بمعيتهم في القافلة على ظهر ذلول وشده على المصاليب.

وفي (من القائل) للأديب عبدالله بن خميس أورد قصة هذا البيت, وهي خلاصة لا تخرج عما جاء في الجزء الرابع من كتاب (من شيم العرب), فتحت عنوان (لولا وجود القصيدة لضاعت القصة) قال مؤلف الكتاب فهد المارك إنها حدثت في عام 1280ه على وجه التقريب لنفر من بلدة الرس أثناء عودتهم من الحج, حيث أصيب أحدهم واسمه جارد بن ذياب فلما تداولت المجموعة الأمر قرر قائد الحملة واسمه صالح بن رخيص حمل المصاب على راحلة رغم عدم استطاعته تحمل ذلك بينما برز من بين (الخويا) شاب اسمه خالد العلي رافضا إجبار جارد على ما لا يحتمله وقرر أن يبقى في المكان يعتني بصاحبه حتى يشفى أو يلقيان المصير المحتوم, ولم يأبه بالقافلة وهي تتركهم في المكان لوحدهما. وبقي هذا الشهم يعتني بصاحبه لمدة ثلاثة أشهر وقد عاشا على لحم الصيد ثم عادا لم برئ المصاب.

وثمة توثيق آخر لهذه القصة في كتاب شعراء من الرس لفهد الرشيد يحدد مكان وقوف القافلة وهو جبل بلغة, وأن الرجل أصيب بمرض الجدري مما يفسر عدم قدرته على الركوب ولا تحمل أن يشد جسمه على المصاليب, وأن الشاب الشهم اسمه محمد بن منصور بن ريس الذي كان قد أرسل مع القافلة قصيدة (رسالة) إلى والدته, ومنها:

يا بن رخيص كب عنك الزواريب

عمارنا يابن رخيص عواري

خوينا ما نصلبه بالمصاليب

ولا يشتكي منا الجفا والعزاري

لازم تجيك أمي بكبده لواهيب

تبكي ومن كثر البكا ما تداري

تسألك باللي يعلم السر والغيب

عن ابنها اللي لك خوي مباري

قل له قعد بعاليات المراقيب

في قنة ما حوله إلا الحباري

يتنى خويه لين يبدي به الطيب

والا فيجري له من الله جاري

وأكثر ما تعرف هذه الحادثة بقصة أبا الضلعان, وتفسير ذلك كما عرفته من اللواء المهندس عبدالعزيز بن علي الضلعان, أن الشاب هو جد أسرة الضلعان من أهالي مدينة الرس وأن أكبر أحفاده (الأحياء) هو محمد بن عبالله بن منصور بن محمد بن منصور الريس الوهبي التميمي, وسبب التسمية بالضلعان نشأت بعدما قيل لأم محمد الريس واسمها مزنة البريك أن ابنها ترك مع (خويه) في مكان تحيط به الضلعان (جمع ضلع, ويقال للمكان المرتفع من كل شيء القنة). وكان أقرباء وجيران الأم أثناء غياب ابنها آنذاك يسألونها بين فترة وأخرى (ما جاء محمد أبا الضلعان), ولما عاد أطلق عليه اللقب وسمي فيما بعد محمد الضلعان.

بقي أن أختم بأبيات للشاعر عبيد بن علي الرشيد:

رفيقنا كنه بروس الشخانيب

في راس حد نايف ما يضامي

ورفيقنا ما نجدعه للقصاصيب

يجبر بنا لو مكسره بالعظامي

ورفيقنا لو هو من الجد بصليب

متعلق منا براس السنامي



 توقيع : فهد محمد بن ناحل


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:58 PM.


IPTEGY.COM® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Powered By iptegy.com.

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]