وتغرق جده مجدداً
1430 هـ وهي كارثة السيول والامطار التي راح ضحيتها الأنفس البريئة ناهيك عن الخسائر المادية التي كانت تفوق الخيال . رحم الله المتوفين وجعلهم الله من الشهداء.. وقد أفادت التقارير في ذلك الوقت أن معظم هذه الأحياء هي أحياء عشوائية، قام الأهالي بنحت الجبال في شرق جدة والتي كانت تعمل كمصدات طبيعية للسيول في بطن الأودية، وخاصة وادي "قوز" و"مريخ" وإنشاء مخططات عشوائية على امتداد بطون الأودية الجافة لمدة سنوات طويلة مما تسبب في اندفاع مياه السيول ووقوع الكارثة.
وقال أحد المصادر لـ "الوطن" إن إدارة الدفاع المدني في جدة وجهت تحذيرات متكررة طوال سنوات مضت قبل تلك الحادثة من احتمال وقوع كارثة فيما لو هطلت أمطار غزيرة غير أن الجهات المختصة لم تتعامل معها بالجدية الكافية. وما زاد الأمر صعوبة هو إغلاق مجرى السيول في شرق جدة بغرض أعمال إنشائية لم تنته فيه وتغطيته مما جعل السيول تفيض وتتجه إلى الطرقات والأنفاق المحاذية له. وأضافت المصادر أن ما زاد الأمر صعوبة في عمليات الإنقاذ هو ضيق الطرق وتراكم السيارات المتضررة والتي جرفتها السيول مما صعب من عمليات وصول سيارات الطوارئ والإنقاذ للمتضررين. والخطر المحدق ان هناك خوف من اختلاط مياة السيول بالصرف الصحي مما ينذر بكارثة بئيئة تعقب كارثة السيول ومن المعروف لدى الجميع ان مدننا في المملكة العربية السعودية يغلب عليها التضاريس الجبلية والاودية وخاصة المدن الغربية كمدينة مكة المكرمة وجدة والتي تنحدر عليها اودية كبيرة باتجاه البحر مثل وادي فاطمة وغيره من الأودية التي تنحدر من جبال السروات والتي تتخللها الحرات البركانية الممتدة على الساحل الغربي للمملكة من العقبة وحدود الاردن شمالا حتى حدود اليمن جنوبا والمعروف ان البلدية هي المسؤلة عن المخططات السكنية وكيفية تصريف المياة وكذلك وزارة المواصلات عند عمل الطرق والمواطن عليه مسؤلية كذلك لان الله اعطاه العقل ويجب ان يكون على نفسه بصيرا فكيف يضع منزلة في بطون الاودية ويضع اللؤم على غيره وقد حذر الاوائل من السكن في بطون الأودية وهذا العام تكررت نفس الإشكالية بعد هطول الإمطار على مدينة جده يوم الأربعاء الموافق 22/2/1432هـ قد غرقت جده مجددا ويعجز الإنسان عن التعبير لمشاهدتنا تلك المشاهد المحزنة عبر الصور المنشورة والتي أوردتها وسائل الإعلام قد أصاب المواطنين الهلع في المدينة الحالمة عروس البحر الأحمر
الكل مسؤل عن ما يحصل من جراء هذه الكوارث ويجب التناصح وعدم البناء في مجاري السيول وان تعمل الجهات ذات العلاقة بعمل المخططات وتصريف المياة وتعبيد الطرق وانجاز السدود وعلى البلديات أن تراجع حساباتها وعدم السماح بإنشاء المخططات في مجاري الأودية .. قد حصلت هذه التجربة المرة سابقاً فأين الحلول التي اتخذت ؟
..هناك مخططات عشوائية قد تسببت في خسائر بشرية اتت بدون تجربة للتربة ومراعاة صلاحيتها للسكن وستحدث كوارث وانهيارات في ما بعد يجب مراجعة جميع المخططات في جميع المدن في مملكتنا الغالية وليست مخططات جدة فقط والله يحفظ بلادنا واهلها من كل سوء والله من وراء القصد ..
كتبه : عبدالمطلوب مبارك البد راني/وادي الفرع
|