نهاية الداعشي الخارجي المأساوية نسأل الله السلامة
لو نظرنا إلى نهاية الداعشي الذي قتل ابن عمه نلاحظ أنه مات خارجا عن الجماعة وولي الأمر وهذا جرم كبير في الإسلام. وأيضا مات وبرقبته دم مسلم لم يتحلل منه بالقصاص. فالخروج والشذوذ عن الجماعة بحد ذاته مهلكة والأحاديث في ذلك كثيرة.*فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التفرق في البيعة وتعدد البيعة، وقال : ( من جاءكم وأمركم جميع على واحد منكم، يريد تفريق جماعتكم؛ فاضربوا عنقه ) [ رواه الإمام مسلم في " صحيحه " ( 3/1480 ) من حديث عرفجة رضي الله عنه . ] ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وإذا وجد من ينازع ولي الأمر الطاعة، ويريد شق العصا وتفريق الجماعة؛ فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ولي الأمر وأمر المسلمين معه بقتال هذا الباغي؛ قال تعالى : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } [ الحجرات : 9 . ] .
وقد قاتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعه أكابر الصحابة؛ قاتلوا الخوارج البغاة حتى قضوا عليهم، وأخمدوا شوكتهم، وأراحوا المسلمين من شرهم، وهذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإنه أمر بقتال البغاة وبقتال الخوارج الذين يريدون شق عصا الطاعة، وذلك من أجل الحفاظ على جماعة المسلمين وعلى كيان المسلمين من التفرق والاختلاف .
فكيف بالخروج وسفك الدم. فحرمة دم المسلم أشد عند الله من هدم الكعبة حجرا حجرا كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال:((*لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم )
وقال أيضا:(( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق )).
وقال تعالى:((*من أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ )).
بقلم الأستاذ/ محمد بن إبراهيم العطوي
|