ابن حمادي والملك عبدالعزيز
قصة الشيخ ابن حمادي امير البشور مع الملك عبدالعزيز
إن إسماعيل بن مبيريك عرف بنظرة سليمة أن يكون صديقاً للملك عبد العزيز.. ولم يقتصر مسعى ابن مبيريك على أن يضع رابغ ثغر التأمين والأمان.. فحين امتن عليه الملك عبد العزيز يرحمه الله تقديراً لوفائه أن يكون الأمير لقبيلة حرب فهو حربي من الغوانم يستكثر بابن عسب البيت الكبير في حرب.. ولم يستغول بسلطة زبيد.. لم يأخذ هذه أمارة على حرب مأخذ المستأثر بها. الجافي لأشياخ هذه القبيلة.. بل كان كل مسعاه أن يبعد كل وحشة في نفس هؤلاء الرجال. فقد كان يقربهم إلى جلالة الملك عبد العزيز ليستأنسوا بعطفه وليعرفوا من هو؟..
فيأخذ الشريف أحمد بن منصور أمير حرب قبله.. ووكيل أمارة المدينة أيام حكم الحسين بن علي يرحمه الله.. يصحبه للسلام على الملك عبد العزيز فإذا هو يلقى التكريم كما لقي أخوه عبد المحسن من قبل وكذلك فعل مع ناصر بن بنيان أمير اللهبة. كما أنه حين لجأ إليه الشريف عبد الكريم بن بديوي أحد أمراء جهينة وأمير الأشراف ذوي هجار احتضنه فأكرمه وأعز شيبته.. وحين أخذ بيد شيخ بشر ومعبد من بني عمرو من حرب ليقدم السلام على الملك عبد العزيز.. كانت هناك ملحة طريفة أرويها للتاريخ.. فقد تبسط الملك عبد العزيز يرحمه الله.. يؤنس الوحشة في الرجال.. فسأل محمد بن حمادي: (أنت أكبر والا إسماعيل؟) فاستمهل ابن حمادي قليلاً كأنما يطلب الرضا عن الإجابة فقال: (إسماعيل أكبر بعطفك، وأنا أكبر بعدلك) فاستحسنها الملك عبد العزيز وما غضب إسماعيل بن مبيريك. فأصحاب الأقدار والقيم يعرفون القيمة لهؤلاء أصحاب القيم.
المصدر
مكتبة الاثنينية
الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ محمد حسين زيدان - الجزء الخامس - النثر > أشياخ ومقالات >
|