التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
||||||||||
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||
|
|||||||
عائدون من الابتعاث يواجهون واقعاً صادماً: لا توجد وظائف !
حسام يبحث عن "حافز" ومشاري يتمنى أن يعمل ولو بائع خضار
عائدون من الابتعاث يواجهون واقعاً صادماً: لا توجد وظائف ! ريم سليمان، دعاء بهاء الدين- سبق- جدة: ثمة مفارقة غريبة بين أن تكون مبتعثاً تدرس في جامعات عالمية، وأن ينتهي بك الحال للوقوف في "طابور حافز" والبحث عن إعانة البطالة، ذلك هو حال بعض شباب الوطن الذين قضوا أحلى سنوات العمر في الغربة للحصول على درجات علمية، أملاً في عودة مشرفة للوطن. "سبق" تتساءل: أين يكمن الخلل؟ ولماذا كان البعد عن حضن ودفء الوطن؟ وهل حقاً ما يقوله البعض من وجود تخبط ظاهر في برنامج الابتعاث؟ أم أنها نماذج فردية لا يقاس عليها. لماذا الابتعاث؟ بصوت ممزوج بالحزن تساءل منيف الشمري "ماجستير تسويق" جامعة نيوكاسل في أستراليا: لماذا تم ابتعاثنا؟ وتحدث عن معاناته مع التوظيف قائلاً: منذ عام وأنا عاطل عن العمل، فقد تقدمت لأغلب الجامعات السعودية، وأيضاً لأكثر من 70 شركة، والمؤسف أن الأجنبي هو الذي يجري المقابلة الشخصية. وتابع: أشعر أني عبء على والدي وإخوتي، فهم يساعدونني في نفقات البيت، وأخي يسدد أقساط السيارة عني، حيث إني مسؤول عن أسرة، وأشعر بالعجز إزاء توفير متطلبات الحياة. خدمة الوطن وأوضح بسام الجهني "ماجستير كيمياء تحليلية جامعة نيوساوث ويلز أستراليا"، حصوله على العديد من الدورات المختصة أثناء ابتعاثه، مشيراً إلى العقبات التي واجهته أثناء بحثه عن عمل عند عودته لأرض الوطن، كمحاولة التقليل من مؤهله العلمي، وعدم تفهّم بعض عمداء الكليات لمؤهله، بالإضافة إلى عدم الرد على طلبات التوظيف التي يرسلها عبر البريد الإلكتروني لمديري الموارد البشرية والتوظيف. واقع مرير أما حسام القرشي "ماجستير إدارة خدمات الحاسب الآلي" من بريطانيا، فتحدث عن معاناته قائلاً: تجرعت مرارة الغربة عن وطني، رغبة في تحصيل علمي مميز، يضمن لي الحصول على وظيفة مرموقة، وبعد عودتي لأرض الوطن، اعتقدت أن أصحاب العمل سيتسابقون للفوز بي، بيد أن نظرتي كانت خاطئة واصطدمت بأرض الواقع. وقال: سجلت في "حافز" وانتظرت الرد لمدة شهرين، وألجمتني الصدمة عندما علمت أنني كسرت الشروط لأني لم أكن في المملكة في آخر شهر 12، متسائلاً في حزن: هل كنت أتنقل بين المنتجعات؟ لقد كنت أدرس بمنحة خادم الحرمين وكان دخلي منها فقط، وعندما عدت إلى أرض الوطن فقدت موردي الوحيد. وتمنى في ختام حديثه العمل بمؤهله. أما المبتعث مشاري العتيبي "ماجستير تسويق" فبدأ كلامه قائلاً: لو يعلم والدنا الحبيب خادم الحرمين ما يحدث معنا لانقلب الحال، وتابع: بعد عودتي من البعثة بحثت عن العمل في كل مكان ولم أجد، ثم تقدمت لوظيفة كاشير حتى أستطيع أن أعول أسرتي ولكني لم أجد، وقال: أتمنى أن أعمل ولو بائع خضار. حاصرني اليأس وتحدث مخلف الشمري "ماجستير موارد بشرية" جامعة نيوكاسل أستراليا عن معاناته قائلاً: تم ابتعاثي لأستراليا على تخصص "تكنولوجيا المعلومات"، وبعد اجتيازي لمرحلة اللغة من معهدين طلبت مني الملحقية تغيير التخصص لإدارة موارد بشرية، وفقاً لاحتياجات سوق العمل، مبيناً حصوله على الماجستير في عام واحد، بالإضافة إلى حصوله على عشر دورات مختلفة في الإدارة من معاهد مرموقة. وتابع الشمري: بعد عودتي لأرض الوطن غمرني الحماس وداعب الأمل مخيلتي في الحصول على عمل مناسب، بيد أني صدمت بعدم توظيفي، بالرغم أن تخصصي يناسب سوق العمل، وهناك الكثير من الإدارات الحكومية تفتقد تخصص الموارد البشرية حتى الآن، وقال: قبل أن يحاصرني اليأس فكرت في عمل مشروع خاص بي، بيد أنه يحتاج إلى دعم. واستكمل حديثه: فكرت في بنك التسليف والادخار لتمويل مشروعي الخاص، لكن حتى الآن لم يتم الرد على طلبي، معرباً عن حزنه لعدم حصوله على عمل مناسب ولا تمويل يمكنه من عمل مشروع خاص يساعده على مواجهة مشكلات الحياة، ولفت إلى أن المبتعثين لا يحق لهم التقدم على حافز، ولا توجد جهة اجتماعية تتكفل بالمصروفات اليومية حتى يتم توظيفهم. محسوبية الجامعة ووصف عبد الإله الزهراني "ماجستير تسويق" فرحته عند قبوله للابتعاث، قائلاً: نسجت أحلاماً وردية في خيالي، وسعدت بحصولي على الماجستير، وظننت أن أبواب العمل ستفتح لي ذراعيها، موضحاً أنه تقدم بأوراقه لأكثر من 50 شركة وعدة جامعات للحصول على عمل، وكان الرد دائماً: سنتصل عليك لاحقاً، ولكن لا حياة لمن تنادي. ولفت الزهراني إلى أن المشكلة الكبرى في الجامعات هي اختلاف التخصص، فعند التقديم لأي جامعة يخبروننا باختلاف تخصص البكالوريوس عن الماجستير المطلوب للتدريس في الجامعة، معرباً عن أسفه لسيطرة الواسطة على الالتحاق بالجامعة، والتعقيدات التي صادفته، وعدم احترام الشهادات العليا، وتمنى في ختام حديثه أن يلتحق بعمل يناسب مؤهلاته العلمية، ويحصل منه على راتب يكفل له حياة كريمة. إعادة تأهيل وعن دور صندوق الموارد البشرية في توفير فرص عمل للمبتعثين، تحدث مدير صندوق الموارد البشرية الدكتور إبراهيم المعيقل، قائلاً: نتعامل بشكل متساو مع المبتعثين والمبتعثات وبقية الباحثين عن عمل، مشيراً إلى وجود مؤهلات معينة تقود إلى سوق العمل، كما أن هناك العديد من الوظائف في تخصصات معينة لا نجد من يشغلها، ضاًربا المثل بقطاع التمريض وبعض التخصصات الفنية في مجال الهندسة وغيرها، وأوضح عدم رغبة المواطنين في الحصول على وظائف في مناطق نائية تبعد عن المدن الكبيرة. وأشار إلى وجود تنسيق كبير بين وزارة العمل والتعليم العالي، ويتم تزويد وزارة التعليم العالي بالتخصصات المطلوبة حتى يتم التوجه إليها، بيد أن قيام الوزارة بهذه العملية ليس بالأمر السهل، بل إنه أمر معقد وله أبعاد كثيرة، موضحاً أن دور الموارد البشرية إعادة تأهيل الشباب والشابات ذوي التخصصات غير المطلوبة في بعض التخصصات التي يرغبها سوق العمل. أرض الواقع وعاد وكرر التأكيد على أن هدف صندوق الموارد البشرية وضع برامج لإعادة تأهيل الخريجين في ضوء الوظائف الشاغرة في سوق العمل، معرباً عن أمله في تقصير مدة البحث عن العمل "حتى لا نجد طالب عمل يبحث عن وظيفة لسنوات عدة، كما هو موجود الآن". وحول ما إذا كان هناك تخبط أو سوء إدارة في إدارة البعثات ووجود تخصصات غير متلائمة مع سوق العمل السعودي، قال المعيقل: ليس تخبطاً، فقد قامت الحكومة في السبعينات والثمانينات بالابتعاث إلى دول متعددة، وعادوا واستفادت منهم الدولة، إلا أن الوضع اختلف كثيراً، حيث زادت التخصصات وزادت الأعداد فظهر نوع من الخلل في أمرين، أولهما: خلل في شؤون العمل في ظل وجود 6 ملايين وافد يعملون في أماكن متعددة، والأمر الثاني الذي عبّر عنه بصفته مواطناً وليس مسؤولاً، قائلاً: أتمنى من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي الاقتراب إلى أرض الواقع وإلى سوق العمل بدقة"، مؤكداً أنه كلما زادت الموائمة قلت نسبة البطالة. تخصصات محددة توجهت "سبق" بتساؤلاتها إلى وزارة التعليم العالي للاستفهام حول جدوى الابتعاث في ضوء تخصصات غير مطلوبة في سوق العمل، فأكد المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان أن برنامج خادم الحرمين للإبتعاًث انطلق قبل سبع سنوات على أساس التنسيق بين وزارة العمل والخدمة المدنية للتعرف على احتياجات السوق قبل أي شيء. وأفاد أن هناك تخصصات محددة وفقاً لسوق العمل يتم الابتعاث إليها، كما أن هناك مراجعة دورية لقائمة التخصصات، حتى إذا استغنى سوق العمل عن أي تخصص يتم على الفور إسقاطه. ورداً على سؤال عما إذا كان الأمر بهذه الجدية، فلماذا يوجد مبتعثون عاطلون، أجاب: هناك حالات محدودة جداً لأسباب لها علاقة بالأشخاص، فقد يذهب البعض للابتعاث ويختار تخصصاً يريده دون اللجوء إلى القائمة المحددة، ما يسبب إشكالية كبرى. وأشار إلى مبعوثي خادم الحرمين الشريفين الذين يتقدمون عبر بوابة الوزارة، وهناك شروط واضحة لانضمامهم، أهمها التحقق من التخصصات المطلوبة على أرض الواقع، والدراسة في جامعة موصى بها، وأن يكون تحصيله الدراسي يتناسب مع المعدل المطلوب في البرنامج. معرباً عن أسفه من انتقال البعض لجامعات غير موصى بها، وقال: لا يعقل أبداً أن يتخرج الطالب من جامعة عريقة وفقاً للشروط السابقة ولا يجد عملاً. وأكد أن تغيير التخصصات في الملحقية يكون على نطاق محدود جداً وبشروط، أهمها أن يلتحق الطالب بتخصص أعلى ويتلاءم بشكل أكبر مع احتياجات سوق العمل، معللاً السبب في رفض بعض الشركات لهؤلاء الشباب لافتقارهم المهارات الشخصية، وطالب الشباب بالتطوير الدائم للمهارات التي تتناسب مع سوق العمل. إهدار للمال العام ورأى نائب رئيس تحرير عكاظ الدكتور سعيد السريحي أنه من المفترض ارتباط برنامج الابتعاث ببرنامج آخر لتوظيف المبتعثين فور عودتهم إلى أرض الوطن، محذراً من تفاقم بطالة المبتعثين التي تعد أكثر خطورة من بطالة الخريجين في الداخل. وأبان أن هؤلاء المبتعثين استفادوا من خبراتهم في أوطان أخرى تدرك قيمة تعليم أبنائها، لافتاً إلى أن صدمتهم عند عودتهم للوطن تثير الشك في كفاءة أوطانهم وقدرتها على استثمار ما اكتسبوه في الخارج، وأعرب عن خوفه من عودة المبتعثين للخارج كي يستثمروا عطاءهم في دول أخرى تحترم العطاء. واعتبر السريحي نفقات الابتعاث إهداراً للمال العام، واستنفاداً للطاقة البشرية، مطالباً الجهات المعنية بضرورة احتواء المبتعثين بما يضمن لهم تحقيق أقصى طموحاتهم التي ارتقت عند ابتعاثهم، وحذر من أن تصبح البطالة جداراً ينهار على رؤوس المبتعثين والمجتمع. خطة واضحة المعالم رأى الباحث في قضايا التنمية المستدامة الدكتور فيصل العتيبي أنه يجب أن تكون هناك خطة واضحة المعالم لدى الجهات المختصة للاستفادة من مخرجات الابتعاث، وللوفاء باحتياجات سوق العمل حتى يتم إحداث القفزة التنموية في جميع المجالات الصحية والتعليمية والمعيشية للمجتمع السعودي. وأشار إلى مدى التخبط الواقع في برنامج الابتعاث، خصوصاً في مراحله الأولى، وتساءل: لماذا يتم الابتعاث في تخصصات غير مطلوبة لسوق العمل؟ موضحاً أن التخصصات المبتعث عليها تظهر أن نسبة المبتعثين لتخصص الاقتصاد والعلوم الإدارية والمالية على سبيل المثال بلغ 25.1 %، يليه الحاسب الآلي والاتصالات 23 %، بينما اشتملت بقية التخصصات المبتعث عليها على نسب متفاوتة للطب وطب الأسنان والعلوم البحثية والتربية وعلم النفس وغيرها من العلوم المختلفة، والتي رآها نسباً ضعيفة جداً تدل على أن الخطة مشوشة إلى درجة كبيرة. بطالة المبتعثين وأوضح العتيبي أن المشكلة الكبرى التي يصطدم بها المبتعثون هي البطالة، التي ترجع إلى معوقات غير حقيقية من قبل القطاع الخاص أو الجهات الحكومية للتخلص منهم، أو بسبب واقع فعلي نتيجة عدم تطابق احتياج السوق لهذه التخصصات، ما يؤكد مدى الارتباك في برنامج الابتعاث، بالرغم من أن المملكة تنفق بلايين الريالات على المبتعثين. واقترح ربط الابتعاث بالقبول على وظائف فعلية في سوق العمل قبل الابتعاث ومن ثم يتم ابتعاث الشباب على أساسها منذ البدء من جهة، وتكون مربوطة باحتياج سوق العمل من جهة أخرى، أما فيما يتعلق بالوضع الحالي فلا بد من احتواء أخطاء الماضي واستثمار الخبرات القادمة من الابتعاث استثماراً جيداً بالإحلال الفوري بالدرجة الأولى ومعالجة أوجه الخلل بالاحتواء والتدريب والتأهيل على رأس العمل، بحيث يكون في وظائف قريبة من تخصصاتها، بالإضافة إلى التوسع في ابتعاث بعض الموظفين على رأس العمل في الجهات الحكومية والقطاع الخاص. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|