الفارس ديحان بن سويرح الحيسوني الحربي
ديحان بن سويرح الحيسوني الحربي (رحمه الله)
كان من عقلاء القوم وكان من أثرياء القوم في ميزان ذلك الزمان عرف بالشجاعة والحزم ودقة التصويب في الرمي فكان لا يخطئ هدفه وكان يحمي ماله بسلاحه عاش في فترة تناحر القبائل في الجزيرة العربية وأدرك حكم الملك عبد العزيز رحمه الله وقد تعرض رحمه الله للعديد من العدوان كما حصل لغيره في ذلك الزمان وكان له مواقف مشرفه في صد العدوان ومن تلك الاعتداءات ما عرف بـ (غزوة المكسر) المشهورة التي وقعت عام 1342هـ
وقعت هذه الغزوة بين بوارق (الخوان) - البوارق هي رايات الجيش- جيش ابن سعود وأهل الحجاز الذين من ضمنهم ديحان و إخوانه وصار صباح البوارق على ديحان و إخوانه واستنذروبهم ديحان و إخوانه بوقت مبكر من الليل - استنذروبهم : أي علموا بوجود الجيش - فأطلقوا عقل الإبل وساقوها مع الجبال بعيداً عن الخطر ثم رجعوا للغنم وساقوها خلف الإبل وكان ذلك مع طلوع الفجر فرأوا خيل الغزاة تريد أن تقطع عليهم الطريق فأطلقوا عليها النار ورجعت الخيل ولما أبعدو الإبل والغنم عن الخطر رجع ديحان ودويح وتمركزوا بجبل فوق البيوت سمي فيما بعد بجبل المكسر ومع طلوع الشمس بدأ أطلاق النار واستمرت المعركة إلى الظهر ثم أنكسر الغزاة - أنكسر : أي أنهزم - بعد أن قتل منهم الكثير ثم نزل ديحان من المركز وقد أعياه التعب والعطش وقبل أن يصل للبيت قابلته زوجته ومعها ماء و ذخيرة لبندقه فأخذ الذخيرة قبل الماء وسألها وقال : [ وش فيه ؟ ] قالت : [ البيت فيه أطرحا ] - والطريح هم المصاب إذا أستسلم - . وأخذ الماء بيده ولم يشربه ونظر إليهم وهم في البيت وقال لهم : [ أبشروا بهلكم يا بعيدين الأهل ] (( وكان من اسلومهم أن من دخل البيت فهو آمن )) و الطرحا هم اركيان بن خريص واثنين من خوياه كانوا من الغزاة وكانت توجد عداوة بين اركيان بن خريص ومناور بن مرعي ومناور سمع الخبر أن اركيان في بيت ديحان فجاء مناور وجماعته معتدين على اركيان , وكان ديحان وبعض ربعه حاضرين يمنعون مناور من الاعتداء على اركيان وقال مناور : [ يالحسنان أخذوها مني سوية يلونّه في بيتي مثل ماهو في بيوتكم لخليكم تطلعونه وتذكونه مثل ما بطلعه وذكيه ] . وكل الحسنان الحاضرين موجهين بنادقهم على مناور لكي يقتلوه إن أقترب من اركيان ثم جاء منور بن مرعي أخو مناور ومسك يد مناور وأبعده عنهم وأنهى المشكلة وكان اركيان به صواب من المعركة وجلس هو وخوياه في بيت ديحان حتى بريء صوابه وخذهم ديحان على مطاياه وصلهم لأهلهم بالهميلية في أسفل طمية .
وبعدها سلم ديحان وجماعته للملك عبد العزيز وبايعوه وصاروا من جنوده وقد دفع ديحان من ماله الخاص في أحدى غزوات الملك عبد العزيز ذلول وفي الغزوة الثانية دفع بندقية وصار معروف عند أمير المدينة في ذلك الزمان ابن إبراهيم ومحبوب لديه لأن ابن إبراهيم عرف عن ديحان الصدق والأمانة والقيم النبيلة وقد أرسله أبن إبراهيم برسالة سرية للملك عبد العزيز بالرياض وسلمها للملك عبد العزيز وعاد برد الرسالة لابن إبراهيم .
وبعد ما أستتب الأمن عاش باقي حياته في ضواحي المدينة عند ماله وحلاله وأبنائه حتى توفي رحمه الله رحمة واسعة
|