من أسرار النمل وعجائبه (معركة حربية بين مملكتين.. للنمل!! )

	منتديات بني سالم ومسروح سليمان بن إبراهيم النملة من الواجب النظر إلى أصغر المخلوقات التي أحكم الله خلقه فيها وأتقن تركيبه، وخلق له السمع والبصر وسوى له العظم والبَشَر (جمع بَشَرَة)... إنها تلك النملة المخلوقة بصغر جثتها ولطافة هيئتها، طلبت رزقها بنقل الحبة إلى جحرها، تجمع في حرها لبردها، ولو فكرتَ في مجاري أكلها في علوها وسفلها وما في الجوف من شراسيف بطنها وما في الرأس من حاسة النظر وقوة السمع لرأيت من خلقها عجباً، ولتحدثت من وصفها تعباً، فالله بناها على دعائمها لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يُعنه على خلقها قادر، فهي إذا خافت على حبها فلقته نصفين خوفا من أن ينبت، إلا الكزبرة فإنها تفلقها أربعاً لأنها تنبت من نصفها، فهذا العلم لا يعرفه كبار الفلاحين، فسبحان من ألهمها ذلك، وإنْ تعجبْ فعجبٌ أنها تشم رائحة الشيء من بعيد، ولو وضعتَه على أنفك لم تجد له رائحة!. قوانين الحرب في دولة النمل النملة تحفر بيوتها وجحورها بالأفواه بدون أدنى صوت، فهي تلك المملكة العظيمة التي خصها الله بسورة باسمها، فلا بد من سر، بل أسرار تسر وتشرح الصدور، وتوقظ العقل، وما دامت الآية الكريمة (حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) تتعلق بالجند فسيتم التركيز على جانب واحد من النظام الداخلي لهذه المملكة العجيبة، وهو الحرب الذي تعتمده الملكة كغريزة مهما كان فيه من نظام للملكات الضعيفة، فملكة النمل أخلاقها لا تسمح باستخدام العبيد والرقيق وهم عادة أسرى جلبتهم من حروبها، ولقد أراد الله لنا أن نبحث أسرار هذا المخلوق النملة، التي تبسّم لها النبي سليمان عليه السلام، لأنه يوحى إليه من الله، ويعرف أسرارها ولغتها، أما نحن فعلينا أن نفهم ذلك بالبحث والعناء. يبني النمل مملكته تحت الأراضي بشكل هندسي خارق، وبخصص صالات للأمراء وللمقاتلين وللعمال، وقد وصل حجم إحدى الممالك إلى ارتفاع سبعة أمتار في شرق آسيا، وتبيض الأنثى داخل المملكة أكثر من عشرة آلاف بيضة باليوم الواحد، وقد يبلغ عدد أفراد المملكة أكثر من خمسمئة ألف فرد. أما قوانين الحرب فقد لاحظ الباحثون أن النمل يتحرك بشكل خطوط طويلة. وقسم من هذا النمل هو عادة أكبر جثة، وأطول وأكثر قوة، كما لاحظوا عندما قتلت إحدى الملكات أن النمل تجمَّع حولها وحملوها إلى غرف المملكة، علماً بأن موتاهم يدفنون خارج المملكة. المعركة الفاصلة بين مملكتي النمل ومن أعظم الحروب التي شهدها عالم النمل: معركة حصلت بين مملكتين جرت قبل حوالي سبعين عاماً في حديقة الحيوان بلندن، فلقد كانت هناك مملكة نمل منذ ثلاث سنوات، جُلبت مملكة ثانية قريبة منها ولا يفصل بينهما إلا ترعة مائية، فقام المشرف بوضع خشبة على الترعة وأصبحت كجسر عبور يفصل بينهما، وبدأت مظاهر حالة الحرب عند عبور نملة واحدة للجسر ودخول المملكة الحديثة ولكنها لم تعد... فقامت المملكة القديمة بإرسال عشرة كفصيل استطلاع واستخبارات لجمع المعلومات فعبرت الجسر ولم تجد أحداً فحسبت أن الملكة غافلة منشغلة بالداخل وأعطت الموقف هكذا ولم تحسب أن الأمر خدعة.. وبعد اجتماع هيئة الرأي لمدة عشر دقائق... خرجت المملكة بصفوف متراصة: قسم اتجه يجلب الرمل لعمل متاريس، وقسم هيأ المؤونة، وقسم وضع بالاحتياط (كقوة ضاربة)، وعند وصول الجسر شاهدت إحدى نملات المملكة المقابلة جحافل الغزاة تعبر الجسر، ثم عادت لتعلن حالة الاستنفار القصوى فخرجت بصفوف متراصة واختارت رأس الجسر كساحة للمعركة، وأكثر مقاتليها المرابطين برأس الجسر، يقومون بإعاقة القادمين وقطع طريق العودة من المعركة. دروس من المعركة! ونستنتج من هذه المعركة الغريبة والعجيبة ما يلي: 1- الأسرى من الكبار يرفضون الاستعباد ولم يتم ترويضهم ليقوموا مقام الخدم ففضلوا الموت على ذلك. 2- الأسرى من صغار العدو تم إطعامهم ومعاملتهم كيتامى (غدراً وليس خدمة) ليكونوا عبيداً وخدماً أو مقاتلين عند أمراء المملكة. 3- يظهر بأن الحرب أمر حتمي وتندلع لأتفه الأسباب وأن الرحمة لا معنى لها عندما يتعلق الأمر بمصلحة المملكة مهما كلف ذلك من خراب ودمار بممالك أخرى. 4- مبدأ الرق والاستعباد معمول به، والمملكة الضعيفة لا تستحق البقاء حسب القوانين التي تطبقها مملكة النمل. 5- إقرار مبدأ (الكسل المطلق) أي بدون عمل لكبار المملكة ومقاتليها الأشداء، فيكون هؤلاء واجبهم القتال فقط، ومن الطريف أنهم لا يأكلون ولا يشربون بل يقدم لهم الطعام إلى حد أفواههم، ومن الأطرف أنه إذا توقف الخدم عن إطعامهم ماتوا جوعاً رغم أن الطعام بجنبهم. 6- الاستعداد التام والتحسب الهام وأخذ الاحتياطات هي من أبرز سمات سلوك المملكة، وهي في حالة إنذار دائم لشن الحرب أو صد الغزوات. 7- ألهم الخالق البارئ النمل علوم الهندسة والحساب والفن والشجاعة، وهذه أعلى مراتب الشرف لمملكة النمل. 8- استخدام أعلى درجات الفن في التدابير القتالية، بل تستحق أن تدخل ملفات عمليات الحرب والأركان بجدارة، رغم أن ما علمناه هو جزء يسير بل أقل من اليسير... * * *إذاً ألا يحق لنبينا سليمان عليه السلام أن يتبسّم لقول النملة؟ فهذه أعلى درجات الأدب، فتبارك الله أحسن الخالقين.

مشكور وبيض الله وجهك

ابو ناصر
وجهك ابيض بالفعل يامرنا الله التفكر في مخلوقاته فالانسان عندما يتدبر يزداد ايمانة

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه أخوي أبو نواف

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الحربي

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه أخوي أبو نواف

صالح
الله يبارك فيك واشكرك على المرور والرد

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطالبي

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

كلك ذوق الف شكر

فوق




فوق