الصفار يؤكد على أهمية نبذ «الطائفية» ويعتبر الخلافات السياسية بعيدة عن الدين
القطيف - منير النمر
حذر الشيخ حسن الصفار من انفلات الخطاب الطائفي، وتأثيره السلبي على شباب الوطن، داعيا أمس إلى وقف الانفلات القائم في الخطاب التحريضي، والتعبئة الطائفية، وإثارة الكراهية بين مختلف الفئات، مشددا على أنها تهدد بحرق الأخضر واليابس.
ورأى بأن الحكومات تتحمل المسؤولية السياسية في وقف التراشق وحملات التحريض الطائفي على خلفية النزاعات السياسية التي تمزق المنطقة، مضيفاً "إن جوهر الصراعات القائمة في الأمة اليوم لا شأن لها بالدِّين إنما هي صراعات سياسية مصلحية غرضها تعديل موازين القوى لدى مختلف التوجهات والجماعات، فلا داعي لإسباغ الصبغة المذهبية والطائفية التحريضية على كل خلاف سياسي، ما يقود لتفجير الأحقاد والضغائن".
ورفض الشيخ الصفار ما وصفها ب"الطريقة الوحشية" في إدارة الصراعات والخلافات، مشددًا على ضرورة الإدارة الصحيحة للخلاف عبر تحديد المشكلة والالتزام بالضوابط في الصراع حولها بعيدا عن إثارة الضغائن، وحث على رفض الانسياق خلف التجييش الطائفي الذي يؤججه المتعصبون من كل طائفة، فيقدمون بذلك خدمة للعدو الأجنبي الذي من مصلحته تأجيج الصراع بين السنة والشيعة، مرجعا جانبا من الصراع السياسي المتفجر في الأمة إلى رغبة مختلف الأطراف فيما تراه انتزاعا لحقوقها السياسية المصادرة منذ أمد بعيدة.
وعلى الصعيد الاجتماعي، رفض الصفار بشدة ما يمارسه البعض عند كل خلاف سياسي من اجترار سيئ لوقائع التاريخ منذ خلق الله آدم وحتى يومنا هذا، مؤكدا أن الإدارة السليمة للصراعات هي التي تسعى إلى التسوية والتوافق مع الخصم، وتنأى بنفسها عن الصراع من منطلق الأحقاد وغلبة النزعة الانفعالية، وصولاً إلى الرغبة في إبادة الآخرين، وشدد على أن الصراعات الطائفية تمزق الأمة الإسلامية في عصرنا الراهن، وتكشف عن شريحة واسعة من مرضى القلوب الذين تفيض قلوبهم بمخزون من الكراهية والتعصب عند كل خلاف"، وحث الواعين من أبناء الأمة على التفكير في مصلحة الأمة والنأي عن الانزلاق خلف خطاب الجاهلين والمتشنجين وحصر الخلافات كما هي عليه ضمن إطارها السياسي الصرف.
|