هل تعلمنا المشاكل الحلول الممكنة ( الدكتور مرزوق بن تنباك)
هل تعلمنا المشاكل الحلول الممكنة
07 ربيع الأول 1436 - 30 ديسمبر 2014
قيل في الأمثال من المناقشة ينبثق النور أو من المناقشة تنبثق حلول كثيرة لقضايا الناس وهموم المجتمع التي نراها كل يوم ونتحدث عنها كل ساعة، وقضايا الناس وهموم المجتمع لا تتوقف عند حل واحد ولا قضية واحدة ولكنها قضايا كثيرة وحلول متنوعة ودائمة ومستمرة وتحتاج إلى كل رأي يطرح وحل يقترح، وأهم ما نحتاجه أن نناقش قضايا مجتمعنا المحلية التي تدور أحاديثنا عنها في المجالس الخاصة والعامة ونقتلها بحثا وحديثا ثم نكتفي بذلك ونصبح على خير وكأن شيئا لم يحدث ولم نتكلم بغير قيل وقال، هناك مساحة واسعة أمامنا نحن الذين نندب أنفسنا لعرض الآراء واقتراح الحلول نحتاج أن نملأها بالمشاركة الفاعلة التي تبين حدود المشكلة المطروحة للمناقشة ومدى تأثيرها على المجتمع وهناك قضايا عامة يصلح الحديث فيها وتحتاج إلى أكثر من رأي ويسمع فيها أكثر من قول لعموم نفعها أو تجنب ضررها، وعلاجها والحديث عنها من واجبات المثقف وكاتب الرأي والمسؤول الذي يستطيع بعلمه واهتمامه تقديم الرؤية الصالحة للحل الذي يراه ويقترحه، ولا يضر أن نختلف حول ما يمكن عمله من أجل هذه القضية أو تلك حتى وإن كثرت الآراء وتعددت الحلول، هذا أمر مهم وصحي وهو المطلوب ومنه يحصل أو من بعضه ما يساعد على تشخيص المشكلة وتحديد أهميتها، حتى وإن نختلف في أولويات القضايا الملحة واختلفنا في أساليب المعالجة وما هو الأهم من المهم ومتى يجب القول ويلزم التعبير في الظاهر والباطن ومتى نترك الحلول للمسؤول خاصة ومتى يشارك الجميع ويدعى أهل المعرفة أو يتبرعوا بإلقاء الضوء على مجمل المشاكل التي تواجه الناس وما القضايا التي نبدأ بها بحسب أهميتها أو إمكانات حلها.
من المسلمات أننا مجتمع ينمو بسرعة كبيرة نموا سكانيا لا يحدث مثله في كثير من البلاد سواء كان هذا النمو الازدياد في عدد المواطنين أو عدد القادمين من مشارق الأرض ومغاربها الذين يعيشون معنا ويملؤون المدن والقرى ويشاركوننا الحياة بكل أحوالها وأغراضها، ومن المعلوم أن علاج الازدحام السكاني ما زال بعيدا عن اهتمام الرأي العام رغم ما يسببه من ضيق الطريق والسكن والتموين واستنزاف الموارد العامة ومثله قضية التنمية في كل أبعادها؛ تنمية الإنسان وتنمية الاقتصاد أو التعليم والصحة وكل مرفق يخدم هذا التطور السريع من القضايا وهو ما يجعل التفكير في الحاضر والمستقبل ضرورة وأولوية لدى الجميع، وتزاحم المشاكل التي نواجهها شيء طبيعي بل المجتمع المعافى السليم الطبيعي هو الذي يتحرك بمساحة واسعة من هموم الحياة وقضاياها ومشاكلها ويستمتع بالحلول العملية وينتشي حين يجد حلولا لمشاكله وأكثر من ذلك حين تعلمه المشاكل الحلول المناسبة؛ كيف يعمل ويجتهد في عمله ويخلص لقضاياه التي يتفاعل معها أو هي تفرض عليه موقفا لا بد أن يواجهه بالمحاولة تلو الأخرى، وبالمعرفة وبالتدبير وحسن الاختيار بين الحلول الممكنة، أما اللوم وإلقاء التبعات على الناس عموما فليس حلا لما نريد له الحل أو ما نبحث له عن حل، هناك مراحل أو خطوات يجب أن تتبع أولها تحديد القضية التي تطرح للمناقشة وأهميتها واقتراح العمل المناسب والحل الممكن.
|