التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
||||||||||
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
كيف يكون التسامح؟ ( الدكتور مرزق بن تنباك)
27 ربيع الثاني 1436 - 17 فبراير 2015
لدى الكثير منا عدم تحديد دقيق للمصطلحات التي قد نتكلم عنها في كل مناسبة ونرددها في خطاباتنا وكتاباتنا، ويتحدث كل منا عن مصطلح ما يضعه في حسبانه، ويجادل عنه ويعرفه تعريفا خاصا به دون غيره، حتى وإن كان له من الشيوع والذيوع في المفردات اليومية ما يظن بعض الناس أنه من البيان والوضوح بحيث لا يخفى مضمونه ومعناه على أحد، ولا يختلف عليه أكثر الناس، ولكنك تفاجأ عندما تطرح قضية للمناقشة مختلف حولها، كيف ينظر بعضنا إلى المصطلح وكيف يفسره وماذا يعني عنده وكيف يفهم دلالته. لو أخذنا مثلا موضوع التسامح الذي نتحدث عنه في كل صغيرة وكبيرة، وكل منا يزعم أنه من المتسامحين ومن الداعين إلى هذه الخصلة الطيبة ومن المبشرين بها، ولو سألناه ما الحد الذي يتسامح به وما الحد الذي ينتهي عنده خط التسامح في رأيه، وهل من يزعم أنه متسامح يشارك من يجادله معنى المصطلح ومفهومه، أو أن له ما يريده من التسامح وما لا يتسامح به ولا يطيق سماعه. وحتى لا يكون كلامنا تعميما واسعا دعونا نأخذ هذه الكلمة التي لا أظن أنه يدور بيننا نحن في هذه البلاد كلمة أكثر منها على جميع المستويات، كل يتحدث عن التسامح وكل يصف نفسه ومنهجه بالتسامح ولكن عندما تطرح قضية للمناقشة بين عدد من المختلفين حولها، تجد أن كل فريق بل كل واحد من المناقشين يجعل للتسامح تعريفا خاصا به، ليس منه ذلك التعريف الذي يريده من يناقشه في القضية نفسها، الجميع يسلم لك بقيمة التسامح وبأهميته وأنه ممن يدعو إليه، ولا يتردد في ذلك لكن بشرط أن يكون هذا التسامح هو ما يعرفه ويريده، وما يتفق مع ميوله ورغباته وما تستجيب له عاداته وقيمه الخاصة، التي يرى بالضرورة أنها السليمة والصالحة والمناسبة. أما ما يخالفها مما لدى الناس الآخرين حتى ولو كانوا جيرانه أو مواطنيه أو من تربطهم به علاقة ما فالتسامح معهم تضييع للقيم وتضييع للمبدأ الذي يؤمن به ويرى أنه الأفضل وتقف عنده حدود تسامحه. إن الثقافة المتسامحة لا تصنعها لحظات ومجاملات، ولكنها تراكم من التعامل الحسن المقبول في المعارف العامة والخاصة، وفي المشتركات بين الناس، وهي قبل هذا وبعده تربية طويلة وشاقة لقبول المخالف والتعامل معه أيضا، وهي تدريب لا ينقطع على سماع الرأي الآخر ومناقشته ورفضه أو قبوله، واستعداد للتنازل عن بعض ما تريده وما ترغب أن يكون عليه الحال، لأجل التعايش مع من حولك، وهي ترويض قاس للنفس على أن تسمع ما لم تسمعه من قبل وتقبل به، مع احترامه وإن كان فيما لا تريد ولا ترضى، ولا تود أن تراه يحدث ولكنك لا تنكره إذا حدث، ولا تمنع غيرك مما هو حق له في القول والرأي والاعتقاد. ولا يمكن أن يسود التسامح في مجتمع من المجتمعات إلا بشروط لا بد منها. وهي توطين النفس على قبول الرأي الآخر واحترام ما يراه غيرك من الأفكار والمعارف، والتعامل بروح رياضية فيما لا تراه ولا تريده من منطلق أنه من حق غيرك اختيار الطريقة التي يريدها لحياته، وما يرضاه لنفسه بشرط ألا يحملك على إرادة ما يريد ولا يكلفك مشاركته رأيه وعمله، حيث يكون كل منكما في دائرة المشترك من الأمور. أن تكون الروابط الاجتماعية والثقافية قائمة على احترام وجهة النظر التي يراها كل فريق، وممارسة حقه في التعبير عن رأيه دون أن يمس ذلك حرية الآخرين، أو رؤيتهم واعتقادهم وحقوقهم. وقبول التعدد الثقافي واحترام هذا التعدد ليتسع المجال لاختلاف الناس وتقبله ويكون الحوار فيما تتسع فيه الرؤية الثقافية، وبيان المقصد من تعدد الدلالات المعرفية. ألا يجرم الإنسان برأي يراه أو عمل يعمله ضمن الأطر التي تحترم ما لدى الآخرين من الأفكار والرؤى وأن يميز بين علاقة المرء بمجتمعه وقناعاته الفكرية التي يؤمن بها. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
راشد المبارك المفكر والموسوعي الأديب ( الدكتور مرزوق بن تنباك) | فهد محمد بن ناحل | الدكتور مرزوق صنيتان بن تنباك | 0 | Mar-Tue-2015 06:04 PM |
تفاصيل مصرع الدكتور ابراهيم الفقي | ياسر البشري | العــــــــــــــام | 3 | Feb-Wed-2012 12:31 AM |
كيف تكون مميزا بأي منتدى؟ | مبارك | العــــــــــــــام | 2 | May-Wed-2011 03:09 AM |