طهران تهدد دول الخليج بضربات اذا هوجمت اميركيا

رسمي خليجي يؤكد جاهزية الدفاع عن المنشآت النفطية
طهران تهدد دول الخليج بضربات إذا هوجمت أميركيًا

أسامة مهدي من لندن : هددت إيران دول الخليج العربية التي تقدم أي تسهيلات لضربة اميركية لمفاعلاتها النووية بهجوم صاروخي يدمر منشآت الطاقة والقواعد العسكرية الأميركية فيها، بينما أكد مسؤول خليجي ردًا على سؤال لـ "إيلاف" حول هذه التهديدات، أن الخليجيين يأخذونها على محمل الجد، مشيرًا إلى أن جاهزية الدفاع عن المنشآت النفطية الخليجية عالية جدًا. وأكد علي شمخاني عضو المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني وزير الدفاع السابق أن إيران ستضرب بالصواريخ جميع القواعد الأميركية في منطقة الخليج وتشعل الشرق الأوسط بحرب شاملة إذا هاجمت الولايات المتحدة المنشآت الإيرانية النووية.

وحذر في تصريح لمجلة ديفينس نيوز الأميركية اليوم دول الخليج التي تقدم أي تسهيلات أو تعاون عسكري للولايات المتحدة لتنفيذ هجومها ضد بلاده. وقال إن هذه الدول ستكون هدفًا لصواريخنا الباليستية. وأشار الى ان الصواريخ الايرانية لن تستهدف فقط القواعد العسكرية الأميركية في دول الخليج، ولكن ايضًا المنشآت النفطية فيها إضافة إلى محطات الطاقة .

وتستضيف قطر والبحرين وعمان قواعد عسكرية اميركية وبريطانية مهمة حيث اشار شمحاني الى ان أي اعتداء اميركي على بلاده لن يؤدي الى استهداف هذه البلدان وحدها وانما سيطال ضرر الضربات الايرانية بقية دول مجلس التعاون الخليجي وهي السعودية والامارات والكويت. وقال إن الضربات الصاروخية ضد دول الخليج هذه ستصاحبها ضربات جوية ضد اسرائيل التي عادة ما تهدد وجودها إيران على لسان رئيسها محمود احمدي نجاد .

مسؤولون في وزارة الخارجية الإيرانية أوضحوا بدورهم أن الضربات الأميركية ستكون بمئات الصواريخ الإيرانية التي ستستهدف تدمير جميع الدفاعات الصاروخية الأميركية في المنطقة. مصدر ايراني آخر مطلع على الخطط العسكرية الإيرانية، أشار الى ان الرد العسكري الايراني سيكون سريعًا وخلال ساعة واحدة من أي هجوم اميركي ستساعده مجموعات مسلحة مؤيدة لإيران هناك. واشار الى ان الولايات المتحدة ستفاجأ بالرد الإيراني القوي والواسع، كما تفاجأت اسرائيل بقوة رد حزب الله في لبنان في الحرب بين الطرفين خلال الصيف الماضي .

وعادة ما تؤكد ايران أن منشآتها النووية ليست لأهداف عسكرية وانما لإنتاج الطاقة وخاصة الكهرباء . ولا تتعاون ايران مع الامم المتحدة لتفتيش منشآتها النووية، ويؤكد نجاد أن الوقت قد مضى على تخلي ايران عن مشاريعها النووية. ومن جهته يؤكد الرئيس الاميركي جورج بوش انه سينهي الملف النووي الايراني قبل رحيله عن الرئاسة اواخر العام المقبل، حتى وان كان ذلك بإستخدام القوة العسكرية .

وإثر هذه التهديدات توجهت "ايلاف" إلى مسؤول رسمي خليجي بسؤال عن رأيه فيها، فأكد ان دول الخليج على علم بالتهديدات الإيرانية، وهى ترى أنها جدية وقد تلقتها من خلال مباحثات، آخرها نقلتها دولة الكويت. وأضاف أن المنشاءات النفطية في دول الخليج تتمتع بحماية كبرى مع خبرة في نظام الحماية كان قد بدأ منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي. وفي تصريح له مؤخرًا أكد على النعيمى وزير البيترول والثروة المعدنية السعودى أن وسائل حماية منشاءات النفط عالية الجودة.

وفي وقت سابق اليوم نقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن محمد باقر ذو الغدر وهو نائب لوزير الداخلية الايراني للشؤون الامنية قوله "في حالة وقوع هجوم اميركي على إيران، فإن مصالح هذه الدولة في انحاء العالم والمنطقة ستكون معرضة للخطر". وأضاف ذو الغدر وهو نائب سابق لقائد الحرس الثوري الايراني "اليوم كل القواعد الأميركية في المنطقة في مرمى اسلحتنا المتوسطة المدى". واضاف: "في حال حدوث ادنى خلل اليوم في أمن المنطقة وأمن مضيق هرمز والخليج فسوف تصل اسعار النفط الى 250 دولارًا للبرميل الواحد وسيؤدي هذا الى موت الدول الاوروبية واميركا اقتصاديًا وامنيًا". وقال: "قد يكون بدء عمل شرير في يد الولايات المتحدة لكن استمراره ونهايته لن يكونا بيدها".

وتعتبر مشاعر القلق بشأن أي خلل في إمدادات النفط من إيران، رابع أكبر مصدر للنفط في العالم، أحد العوامل التي تساعد في رفع اسعار النفط. ويصل سعر الخام الاميركي الآن إلى حوالى 65 دولارًا للبرميل.

وأعلن الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي في شباط (فبراير) الماضي أن طهران ستستهدف المصالح الاميركية في مختلف انحاء العالم في حال تعرضها للهجوم. وتملك إيران ترسانة من الصواريخ اقواها "شهاب-3" الذي يقول الإيرانيون إن مداه يصل إلى ألفي كلم

فيينا: افادت مصادر دبلوماسية في فيينا الخميس ان ايران منعت زيارة مفاجئة لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى مصنع تحت الارض لتخصيب اليورانيوم رغم التزام ايراني سابق بالسماح بذلك. وكانت طهران رفضت في اذار/مارس الماضي طلبا من الوكالة الذرية باقامة كاميرات مراقبة في الطوابق الارضية للمصنع حيث توجد اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، الا انها وعدت بالمقابل بالسماح للمفتشين بالقيام بزيارات مفاجئة.

وقال احد الدبلوماسيين لوكالة فرانس برس ان المفتشين حاولوا القيام بزيارة في الحادي والعشرين من نيسان/ابريل الماضي الا انهم لم يتمكنوا من ذلك كما لم تحصل بعدها اي زيارة. واضاف ان الزيارة المفاجئة تعني "ضرورة التحرك بسرعة، الا ان الايرانيين لم يسلموا السيارات اللازمة لذلك ولم يسمحوا للمفتشين بالدخول الى القاعات" التي كانوا يريدون الوصول اليها. واكد مصدران اخران هذه المعلومات. وكان مجلس الامن فرض عقوبات على ايران لرفضها تعليق تخصيب اليورانيوم.