التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
||||||||||
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
مجتمع تهدده "البويات"
منذ أن مَنّ الله علينا بنعمة النفط ونحن بلدٌ مستهدَفٌ ومقصودٌ بشتى الطرق، ومن جميع الجوانب.. فمن الناحية الاقتصادية هبَّت علينا عواصف الاستقدام، وجاءت الأفواج من كل صوب ولون وطيف، وفي كل عام تجيء إلى هذه الديار أفواج من البشر تحمل معها ثقافات وعادات وتقاليد متباينة.
جاءت هذه الأفواج لتنعم بما وفرة البترول من خلق فرص عمل لهؤلاء؛ حيث فُتحت لها الأبواب والنوافذ والغرف المغلقة؛ حتى ترضى وتزداد تضخماً، في بلد هو أحوج ما يكون لاستثمار أبنائه ومَنْ يقطن بجوار هذه البئر أو تلك الينابيع من الخير.. وما إنْ يرحل الكثير من هؤلاء حتى يخلفهم أقاربهم ليكملوا المسيرة؛ فنشروا بعض العادات والممارسات الضارة التي لم يتعود عليها مجتمعنا؛ فاختلط الحابل بالنابل، وأصبح الشق أكبر من الرقعة، مع الأسف. فلا شك أن الكثير من العمالة الوافدة لها تأثير سلبي ملموس من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وغيرها؛ حيث أصبح المواطن يشعر بالغربة، ولا يستطيع المنافسة في التجارة وأكل العيش، حتى أن أغلبية المحال التجارية أصبحت بأسمائهم أو بعملية التستر دون رقيب أو حسيب أو حتى دون وعي من المسؤولين أو إدراك لما سيؤول إليه الأمر. فأصبح المواطن يفتقد الأمن النفسي، ومع الأسف نحن لا نملك الاستراتيجية الواضحة لمواجهة هذا الخطر. ومن أهم الأضرار التي نلمسها الآن في دُوْرنا وشوارعنا ومدارسنا وإحيائنا مظاهر اجتماعية شاذة مثلما يعرف بــ"البويات" أو "الجنس الثالث"، التي أصبحت ظاهرة خطيرة في مدارسنا وجامعاتنا، ولم نضع لها الحلول الجذرية والدراسات المناسبة من البدء؛ فانتشرت.. وبعدها قُلْنا يجب أن نحاربها ((كالعادة بعد أن تكون الفأس بالرأس، نبحث عن الحلول)). إنَّ تغلغل هذه الظواهر وهذه الثقافات لدى الشباب والشابات كارثةٌ ومأساةٌ، ولا بد أن نلوم أنفسنا قبل أن نلوم غيرنا؛ لأن المواطن استغل التأشيرات في جلب المزيد من العمالة صاحبة الثقافات البسيطة أو خريجي السجون ومَنْ هم أصحاب سوابق؛ وبالتالي انعكست هذه السلوكيات على أبنائنا وبناتنا. إنهم أصحاب المصالح الذين يهدمون الوطن من أجل حفنة من الدراهم؛ لملء جيوبهم.. لا همّ لهم سوى إشباع البطون والغرائز وتكديس الأموال وتعزيز النفوذ في إنشاء المصانع والشركات وإيداع الحسابات في بنوك خارج الوطن. أيها المستنفعون.. الآكلون من خيرات هذا البلد.. قليل من الأدب ومن الاحترام لمن يقطن هذه الأرض، لا تجعلوا "العفن" ينتشر فيه.. أيها المعلمون والمسؤولون الملقاة على أعناقكم وقلوبكم ورقابكم أمانة البلد، حافظوا عليها.. انصحوا لجيل بدأت عليه علامات الغربة والضياع بسبب إهمالكم وطرقكم التربوية وأساليبكم العقيمة الخارجة من عتمة الظلمة لتزرع مزيداً من الفجوات بين جيلنا والأمم.. بين ما نحن عاليه وما هم.. بين حضاراتهم وحضاراتنا.. أيها المنتفخون أصحاب الجيوب المليئة.. افتحوا جزءاً كبيراً لأبنائكم للعمل في أرضهم، ودعوهم يسترزقون معكم ويتلذذون بطعم الوطن وحب الوطن ويشعرون بالأمان والاطمئنان في بيوتهم وعلى أنفسهم.. لا تدعوا الغريب يتحكم بأرزاق أبنائنا..؟ أعلم أن خط الرجعة ليس بالأمر الهين.. وأن المقيمين يحتلون الكثير من الوظائف في القطاعين العام والخاص.. وأصبح المواطن لا يحصل أو هو يحلم بالحصول على عمل أو حتى فرصة عمل ولو بالوعود.. ولكن دعونا نبدأ بالاعتراف بأن هناك مشكلة كبيرة، ونبدأ جادين بوضع الحلول وإيجاد أفضل الطرق وأسهلها وأنفعها لسد هذه الثغرات ووضع الحلول المناسبة لها.. دعونا نفكّر بصوت عال وبشفافية مطلقة ليكون المجتمع ومصلحته صوب أعيننا وجُلّ تفكيرنا. صالح المسلم مستشار إعلامي |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|