التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
||||||||||
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
المرأة السعودية والبحث عن الرومانسية
مها فهد الحجيلان
المرأة السعودية والبحث عن الرومانسية تبحث المرأة بشكل عام -بغض النظر عن جنسيتها أو لونها أو عمرها- عن العاطفة التي تحمل لها الدفء والحنان والشعور بالراحة والاستقرار والسعادة. وللوصول إلى هذا المستوى الإيجابي من الشعور فإن النساء منذ القدم يستخدمن استراتيجيات معينة توفر لهن هذه السعادة المأمولة. ومن خلال قراءة التاريخ يتضح أن بعض النساء قد بلغ بهن الهوس للحصول على السعادة إلى استخدام مختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق غايتهن تلك حتى لو وقع بسببها ضرر على أخريات أو آخرين. هذا الأمر يمثل ظاهرة عالمية وليست خاصة بمكان أو زمان معين؛ وسيكون الأمر شيقا حينما نتتبع الوسائل المختلفة التي تسلكها المرأة في ثقافات مختلفة للحصول على السعادة المبتغاة. ومن الوسائل التي تسلكها النساء العمل على أنفسهن بتطوير ذواتهن والعمل على تنمية قدراتهن الإبداعية. فهذه الوسيلة تتيح للمرأة أفقا أوسع من التفكير والتأمل وبالتالي النظر في الإمكانات المتاحة واستثمار ما يمكن استثماره من تلك الإمكانات لتحقيق قدر معين من السعادة. والحقيقة أن الحصول على السعادة يحصل بطرق كثيرة وليس شرطا أن يكون الرجل طرفا فيها؛ مع أن عددا من النساء لا يمكن لهن تخيل وجود السعادة بعيدا عن الرجل؛ وهذه ثقافة معينة ومتراكمة على مر العصور جعلت الرجل عنصرا أساسيا في تفكير المرأة. وهناك وسائل أخرى تلجأ إليها بعض النساء منها الاهتمام المبالغ فيه بالجسد وإجراء عمليات التجميل المختلفة، وهذه وسيلة تقليدية تلجأ إليها المرأة ظنا منها أن ذلك سوف يجلب لها الرضا عن النفس وبالتالي الحصول على رضا الرجل وعن طريقه تأتي السعادة. وهذه فرضية قد تنجح مع البعض ولكنها لن تنجح دائما مع الجميع. ولا شك أن المرأة السعودية تشترك مع غيرها من نساء العالم في هذا الاهتمام وفي استخدام تلك الوسائل الجالبة للسعادة. ولكن المثير في الموضوع هو اهتمام عدد من النساء السعوديات بالرومانسية ووضعهن لها تعريفات مختلفة ومتباينة كل واحدة بحسب فهمها وتصورها للحياة، ولكن الذي يجمع بينهن هو الاعتقاد الجازم بأن هذه الرومانسية لن تتحقق إلا بوجود رجل يستطيع أن يهبها هذه السمة وعليها فقط أن تكون بمثابة المتلقي لها. ومن يتابع حركة مجتمعنا يلاحظ أنه في السنوات الأخيرة بدأت هذه الظاهرة تبرز وتصبح موضع اهتمام كثير من الفتيات، وهذا راجع إلى تأثير وسائل الإعلام المختلفة على المرأة، وإلى تغير كثير من معطيات الحياة في المجتمع بما فيها من تقنية واتصالات وتعليم وخلافه. ولهذا فإن الفتاة تبدأ بالتفكير بالرومانسية منذ فترة مبكرة من عمرها حتى إذا وصلت إلى المرحلة الثانوية تكون قد كوّنت تصورات معينة عن الرومانسية التي لا يمكن أن تظهر مستقلة عن فتى الأحلام. وحينما تفكر في الزواج فإن صورة الزوج تصبح هي الرومانسية بذاتها ولا تتخيل الزوج إلا شخصا يشبه أبطال الأفلام الأجنبية وتعتقد مع مرور الزمن أن الزوج مخلوق فقط لكي يجلس بجوارها مرددا لها القصائد الغزلية ويمشي بجوارها على الشواطئ والبحيرات وهو يتأوه من الشوق والوله. وتقف صورته عند هذا الحد فقط ولا تتخيل أن لديه عملا أو وظيفة أو التزامات اجتماعية وأسرية أخرى ولا تقبل أن يكون لديه أي اهتمام أو هموم تخص عمله أو حياته سواها؛ لذلك تعتقد بأنها محور الحياة. وفي نفس الوقت تجد أن دورها في الحياة يقتصر على الرومانسية المتمثلة في إصدار التأوهات والأنين والحنين لضوء القمر وللجلوس قرب الشاطئ وكتابة الخواطر على ضوء شمعة. وأغلب جهدها يكون في تغليف الرسائل أو تلوين الكتابة. وليس لديها الوقت ولا الطاقة لعمل تسريحة لنفسها أو عمل أي شيء يخصها، لهذا فهي تذهب باستمرار إلى المحلات المختصة بالتصفيف والتجميل. أما بقية احتياجات المنزل من نظافة وطبخ أو رعاية للزوج فهذه لا تخطر في الذهن إطلاقا ولو طلب منها الزوج شيئا من ذلك فإنها ستجد أن حياتها قد تحطمت وأن أحلامها قد تبخرت بهذا الزوج المتوحش الذي ليس في قلبه ذرة من الرومانسية. ومن هنا تنشأ أغلب مشكلات الأزواج من وجود مفاهيم غير دقيقة لديهم عن الحياة الزوجية. ومن تتح له فرصة سماع بعض البرامج التي تتناول المشكلات الأسرية وكثرة طلاق المتزوجين الجدد يجد أن عدم التوافق في الرومانسية هو السبب، وهو سبب مرده إلى عدم فهم الحياة الزوجية على حقيقتها. والواقع يبين لنا أن بعض السيدات المتزوجات حينما يصطدمن بالحياة وبظروفها ويجدن أن أحلامهن لم تكن واقعية يغيرن من سلوكهن لكي تنسجم مع الواقع؛ ولكن بعضهن تظل أسيرة لخيالاتها الواسعة، فتذهب للبحث عن هذه الرومانسية عند غير زوجها من الرجال. وهذا ما يمكن ملاحظته من سعي بعض النساء إلى إقامة علاقات غير مشروعة مع الرجال بواسطة النت أو الهاتف أو غير ذلك. وهذا السلوك الشائن هو نتيجة تلك التصورات الوهمية عن الرومانسية؛ ولو تأملت المرأة لوجدت أن هذه التصورات هي تخيلات لا يمكن تطبيقها على الواقع لأن هذا الرجل الذي يهبها الكلام المعسول الرقيق ويعلفها ما تريد أكله، لن يبقى بهذه الحال لو تحوّل إلى زوج لأن الحياة الزوجية تفرض إجراءات تختلف عن الحياة الخيالية التي لا تتحقق إلا في الخيال كما يرسمه الهاتف أو "التشات" أو غيرهما من نواقل الكلام النظري. ولعل هذه الظاهرة جديدة على مجتمعنا، فقد كانت المرأة في السابق تؤمن بنصيبها وتحاول ما أمكنتها المحاولة الحفاظ على أسرتها وتماسكها؛ فإن فشلت فإنها تبقى أمينة ومخلصة للشراكة الزوجية باعتبارها عقدا مقدسا لا يمكن التفريط فيه حتى تنفصل عن ذلك الزوج بعز وكرامة لا تضطر معه لتدنيس شرفها بالطريقة التي تمارسها بعض السيدات هذه الأيام بحجة البحث عن الرومانسية والكلام الرقيق من الرجل. * كاتبة سعودية المرأة السعودية والبحث عن الرومانسية |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بعض مواضيع بنت الوطن نادية الدوسري (سيدة أعمال سعودية ) | فهد محمد بن ناحل | العــــــــــــــام | 8 | Jan-Fri-2016 01:16 PM |
قيادة المرأة للسيارة" أولى قضايانا الساخنة | فهد محمد بن ناحل | العــــــــــــــام | 0 | Jun-Mon-2010 05:25 PM |
رغم نيلها درجات علمية عليا ... هويدا جمل الليل: المرأة السعودية محدودة | فهد محمد بن ناحل | العــــــــــــــام | 2 | Nov-Sat-2009 10:33 PM |