راتب إضافي لمواجهة المواسم (عيسى سعد الحربي )
أعتقد بل وأجزم أن أصعب فترة تمر على رب أسرة، هي هذه الأيام، وأعني بها من بداية الإجازة الصيفية وحتى عيد الاضحى، فمنذ نهاية الدراسة وبداية الإجازة الصيفية ورب الأسرة يعاني الأمرين، فما أن تبدأ الاجازة إلا وتكثر متطلبات الأسرة، من سفر وألعاب، وحضور مناسبات زواج وأفراح وغيرها، وبطبيعة الحال تعلمون ما يصرف في هذه المناسبات التي لا تخفى على الجميع، وبعد الانتهاء من الإجازة الصيفية بخيرها وشرها، يحل شهر رمضان، ويزداد الضغط على رب الأسرة بشكل أكبر، وكأنه مخصص فقط للأكل والشرب، وقبل انتهاء شهر الخير، يلوح لنا عيد الفطر بسحب ما تبقى من سيولة لدى هذا الأب الذي لا حول له ولا قوة، ففرحة العيد لا تعوض ولا تقدر بثمن ولكن لا ينغصها إلا (تكشيرة) الأب المثقل كاهله بالديون والتفكير لتوفير حياة سعيدة لعائلته، وهو لايلام فهو بين نارين، نار (الغلاء) ونار (وش يفرقنا عن غيرنا)!!.
الأزمات لم تنته بعد فبمجرد انتهاء عيد الفطر، إلا وتحل الدراسة ضيفا ثقيلا على عاتق كل رب أسرة، وهي مناسبة تعيسة لكل أب، لانها تحتاج لموازنة خاصة نظرا لكثرة متطلبات الدراسة، تخيلوا بعد كل هذه (الأزمات المتتابعة) إن جازت التسمية، وما إن يسترد الأب أنفاسه، إلا ويحل عيد الأضحى بمثابة القشة التي قصمت ظهر هذا الأب، وهنا يقف الآباء حائرين في كيفية الخروج من هذه الأزمات (التعيسة) بأقل الخسائر، ولا يملكون إلا اللجوء بالاقتراض من البنوك، التي تنظر الى الظروف الصعبة للمواطن البسيط من باب (مصائب قوم عند قوم فوائد)، أو اللجوء الى مكاتب التقسيط السوداء، والنتيجة طبعا واحدة وهي مزيد من الأعباء والديون على ظهر الموظف المسكين. أتمنى وقبلها أقترح أن تكون هناك سنة حسنة تتمثل في صرف راتبين على الأقل كل سنة وتكون في شهر رمضان المبارك وبذلك ستحل مشاكل العديد من الأسر، فرمضان والعيد والدراسة وكذلك الاجازة تحتاج لموازنة خاصة، لأن الراتب لن يغطي المستلزمات الروتينية من فواتير وإيجار وغيرها، فما بالكم بأعباء إضافية..
عيسى سعد الحربي
|