القانون العرفي لقبيلة حرب ، نماذج موثقة ، أدخلوا وشاركوا

سلسلة الكتاب : سلسلة دراسات أدبية وتاريخية من منطقة المدينة المنورة
عنوان الكتاب : التنظيمات القانونية والقضائية لدى قبائل الحجاز قبل العهد السعودي : دراسة موثقة عن التنظيمات القانونية والقضائية لقبيلة حرب
الجزء الأول : القانون العرفي القبلي .
تأليف وتحقيق : فائز بن موسى البدراني الحربي
راجعه وقدم له : أ. د . منصور بن إبراهيم الحازمي

هذا أحد الكتب القيمة التي ألفها الباحث فايز بن موسى البدراني الحربي ويتكلم الكتاب عن القوانين والأنظمة والتنظيمات القبلية في المدينة المنورة .

أهمية البحث :ذكر المؤلف عدة فوائد ننقل لكم بعضها بشكل مختصر :

1ـ التعرف على طبيعة الأوضاع السياسية والدينية والأجتماعية والثقافية في تلك المناطق ............ .
2ـ تصحيح الصورة السائدة عند الجيل المعاصر عما كان عليه أجدادهم فالأعتقاد السائد هو أن الناس في المناطق الداخلية البعيدة عن العواصم وفي الصحراء كانو يعيشون حياة فوضوية لا نظام فيه ولا قوانين تحكمها .
3ـ اعطاء معلومات موثقة عن تفريعات القبائل ولأسر ومشيخاتها في ذلك الوقت .أنظر صفحات الكتاب رقم 10و11

المحيط الزمني للدراسة :تغطي الفترة ما بين سنة 1000هـ وسنة 1350 هـ

المحيط الجغرافي للدراسة :
منطقة المدينة المنورة وبالذات المناطق الخاصة بقبيلة حرب .

مصادر الكتاب :
يعتمد الكتاب على مالدى المؤلف من وثائق وحجج كالمبايعات والأتفاقيات بين الأفراد والقبائل قد حصل عليها المؤلف من أصحابها الذين ورثوها عن اهلهم .
انظر صفحات الكتاب 12و13
وفي أخر كتاب الجزء الثاني وضع المؤلف جدولا يبين به أسماء الرجال الذين أعطوه الوثائق وعدد ماأعطاه كل شخص ومكان إقامة هذا الشخص ورمز الوثيقة .
تعريف قانون قبيلة حرب :هو اصطلاح لمجموعة القوانين والأعراف التي أوجدتها القبيلة لتنظيم شؤونها الداخلية عبر عدة قرون ، من خلال الأحكام والمصالحات التوفيقية التي يقررها أهل الرأي والمصلحون من أهل الخير بين المتخاصمين عند حدوث خلافات تتعلق بالحقوق والملكيات أو المعاملات أو الاخلال بالأعراف القبلية . انطر صفحة 33

الآن سوف اذكر نماذج مختارة من تلك الوثائق وسوف أحاول أختيار وثائق متنوعة مع محاولة الاختصار والإشارة إلى ذلك :

ملاحضة :
ققرت بدلا من وضع حاشية لتعريف بعض الكلمات قررت أن أضع التعريف بين معقوفتين وذلك بعد الكلمة المعرفة مباشرة :

الوثيقة الأولى : موضوعها تلازم بين بعض أهل وادي الفرع بشأن اقامة شيخهم ودفن ماسبق بينهم من الثارات والحوادث والمطالبات المتعلقة بالقتل .

وللمعلومية فإن كثيرا من الوثائق توجد لها في الكتاب صورة زنكوغرافية يتضح من خلالها نوع الخط في ذلك الوقت وصعوبة قراءة بعض الخطوط .

وسوف يتكرر معنا في الوثائق كلمة ألزم أو التزم أو لزم أو كفل ومعنى هذه الكلمات أن القاضي قبل الحكم أو الاتفاق يجعل أطراف الاتفاق يكفلون بعضهم البعض على الالتزام بما يصدر من انظمة واتفاقيات وكل شخص يكفل نفسة وقرابته اللذين يضمن أن له كلمة عليهم .

نص الوثيقة ( بسم الله الرحمن الرحيم لقد حضروا أهل المضيق } مضيق وادي الفرع { وهم مرزوق بن بليهش ومحسن الظاهري وعايد الصعيدي ومعالي الشيخ وصالح بن عايش ونفاع بن يحيى وحمد العويد ومحمد بن سليمان الجابري ومحمد بن عوض وصالح بن محمد الطيير وعلي بن مصلح الحاسر وجحيش بن مبارك الجندي ومبارك بن علي الخليفي وعبيد بن عطيوة وعبد الله بن سعيد الصعيدي حضروا على يد شيخهم عوض الله بن زيادة ]البلادي [ وحضر لحضورهم حميد بن كويران وصالح بن عجاب ................الخ
وقد تلازموا المذكورين على أن دربهم واحد وأنهم على ماسبق الكل والجميع مقيمين شيخهم وأنهم متدافنين ما سبق بينهم من الحدوث ، ومن حط يه في رفيقة فهو مقطوع العاني ]أي الذي يضرب رفيقة ليس له ناصر ولامعين [ومن له تهمة رقبة يلفي على رفيقة إن أقره فله عاني ممدود حولية وشهرين ، ومن جحد فعليه الحدود ويخلص عند رفيقه ومن عدى بغير ماشرط فهو تام عليه القطوع ، بما ذكر وكذلك وجه راشد بن سحمان على ذوي تميم ]أي كفلهم وذوي تميم من البدارين [
ووجه صالح بن محمد على ذوي سميرة ومحسن بن أحمد الرويثي على رويثة وبريك المصفور على المحاميد والسرارنة ووجه تمام ومرزوق على المعامرة 1220) أنتهى . أنظر صفحات الكتاب رقم 65و66و67


ملاحظة :
المؤلف بالهامش يذكر اسماء الأشخاص الواردين بالوثيقة بكثير من التسلسل وإلى أي القبائل ينتسبون مثل : حمد العويد هو حمد بن مبارك بن حمد بن نافع بن جبر بن نويشي الفايزي المناشي .

الوثيقة الثانية : موضوعها : تلازم بعض رجال بني عمرو أهل وادي الفرع على تنظيم خاص بمعاملة الحيوانات التي تتعدى على المزروعات وتتلف المحاصيل :
نص الوثيقة ( الحمد لله وحده حرر ذلك وجرى يوم تاريخها في يوم الجمعة وعشر من شهر رمضان عام سبع من بعد الألف والمايتين ، لقد أجتمعوا وتحاضروا أهل خيف السدر وهم محمد بن سعد الصعيدي وعويد بن مبارك السمين ومحسن بن حسن بن بليهش .....................وبعد أن انتهى من تعدادهم قال : وقد تمالوا وتلازموا الوجيه أن كل دابة تنقز احضار ] أي الشبك أو حاجز المزرعة [ إنها تذبح هافية مالها غرامة من بعير ومن غنم ومن بقر وحمير وماشية تطب لذلك الخيف .
والدابة الهاملة اللي تجر حبلها في رجلها ماعليها ذبح ، ميلتها بالزرع بعشرين ديواني ]عملة في ذلك الوقت [ والزرع بتقديره والحارث والدايسة إذا طبت في المزرع وراعيها يطرد في ساقتها ماتذبح ، ومن فعل بعد ذلك وكان يذبح في خيف السدر وضرب راعي الحلال فهو مقطوع العاني لا يدخل ولا له محاسني ]أي واسطة [ وعلى ذلك تلازموا الأعراض أعراضا ماروثة بشهادة الشهود والله خير الشاهدين شهد الله قبل خلقه شهد حليس البيضاني ، وشهد محسن البيضاني ، وشهد بذلك عبد المحسن الظاهري وشهد بذلك سليمان بن مرحومة وكتب وشهد سليمان بن يوسف المهنوي ) أنتهت الوثيقة أنظر صفحة 63و64

الوثيقة الثالثة :
موضوعها : ألتزام بعض قبائل بني عمرو على تجديد تعيين الشيخ عامر بن صخمان بن ربيق وكذلك التزامهم على قانون محماة القبيلة وقانون السارق وقانون الحجر الصحي للحيوانات المصابة بأمراض معدية :
نص الوثيقة ( الحمد لله وحده حرر ذلك وجرى يوم السبت نهار الواحد والعشرين من شهر صفر عام الف ومايتين وأربعين لقد تحاضروا رجال بني عمرو على يد شيخهم عامر بن ربيق وقد عاهدوه بالله العلي العظيم بأنه هو شيخهم والله ربهم يشيلون ما يشيلهم بالحق ويرمون مايرمي عنهم بالباطل ، وقد عاهدوه على هذا الأمر ، وألزم معتاد بن خضير على رجال الخضران و .......................................ثم يسرد أسماء عشرات الملتزمين له من رجال بني عمر ثم يقول : وقد الزموا المذكورين اعراضهم أعراضا ماروثه على هذا الامر يقلطون مايقلط ويوخرون مايوخر ويقول عليهم حاضرين وغايبين ، وحدود الموردة المذكورة ]أي الديرة المذكورة [ علوها رويع بن بله والريان وماسال فيه من يمين ويسار ......... ويمضي بذكر باقي حدود الديرة ثم يقول :
وكتب وشهد بامر الجميع وحضورهم عودة بن حمد الفايزي والله شاهد ورقيب ) انتهت الوثيقة انظر صفحة 87و88و89و90

الوثيقة الرابعة :تمهيد:
في سنة من السنوات تكاثر وجود بني عبد الله من قبيلة مطير في وادي الفرع ثم أجتمعوا شيوخ بني عمرو وطلبوا منهم مغادرة الوادي وأعطوا كل مطيري مهلة عشرة أيام للمغادرة وبعدها يؤخذ وليس له دخيل ولا كفيل .
ومعنى الموردة هي أرض القبيلة ومعنى حط حبل الموردة أي عدم السماح بالمرور فيها وهو بعكس أعطاء حبل الموردة :

نص الوثيقة : ( بسم الله الرحمن الرحيم وحدة تعالى ، يوم الثاني والعشرين من شهر رجب سنة 1242هـ لقد تحاضروا بني عمرو وتشاهوا وتراضوا وحطو حبل الموردة على بني عبد الله عن الذي يجي يوخذ في حبل الموردة من جنب خوية وإلا من بيت معزبه ، وإلا سارح من مضيفه ، اسفلها ـ أي حدود الموردة ـ بيت أبن مريع وأعلاها بيت بن ربيق وحطوها بني عمرو والشيوخ لبني عبد الله راضين عليه تحت انه ـ أي السوق ـ هو الذي يصرف لهم مراجلهم وهو الذي مكسبهم ومسفرهم والسوق سوقهم .وقالوا كبار بني عبد الله لبني عمرو تحت مانشوف ومشاهدينه منفعة لنا حنا راضين ومايقين على حبل الموردة ............................ثم تمضي الوثيقة بذكر الشروط ثم بعد ذلك تذكر رجال بني عمرو الذين كفلوا على بعضهم البعض بعدم إخلال بنود المعاهدة
ملاحظة :
ورد في الصورة الزنكوغرافية للوثيقة خمسة عشر ختما لشيوخ بني عمرو على الوثيقة وهي غير واضحة ولا كن الباحث قد ذكر منها ثمانية ختوم ثم قال ....الخ والختوم الموضحة هي
ختم محمد بن ربيق ختم جابر الرويثي ختم الطيير ختم عودة العويد ختم سعد بن مقبول ختم مثال بن غميض ختم محسن بن عضيب ختم جازي بن مهلي
وهؤلا الثلاثة هم من كبار قبيلة البيضان . انظر صفحة 95و96و97

الوثيقة الخامسة :
وموضوعها اعطاء حبل الموردة للعيابين من مطير .
نص الوثيقة ( الحمد لله أقول وأنا محمد بن مريع الشيخ العبيدي بأني جاني عتيق بن مطلق بن طريس يطلب حبل الموردة لصالح ومعيض وناصر وضيدان العيابين وأعطيتهم على طرح الموردة على العرافة والعيافة النقا بالنقا والبوق بالبوق ولزمت على العبدة على ماشهر وذكر ، والزم صالح العيابي على ماشهر وذكر وحضر من رجال جهم علي بن حيدر الجعفري وأعطى على الجعافرة وتوابعهم على ماشهر وذكر وحضر سليمان بن نعمان العلاسي وأعطى على العلالسة وتوابعهم على ماشهر وذكر وحضر مرزوق الثميري وأعطى على الثميرات وتوابعهم ، وحضر ثلاب بن حبيتر البيضاني وأعطى على النجيم على ماشهر وذكر ، وحضر فويران بن حطاب البيضاني وأعطى على العتيق على ماشهر وذكر ، وحضر رهيدل بن متعب البيضاني وأعطى على البيضان أهل الديرة على ماشهر وذكر وحضر مبارك بن غشام البيضاني وأعطى على المجارير على ماشره وذكر وتمت العطوى وكل كفل على قبيلته وتوابعهم ، وكفل وشهد على ما شهر وذكر محمد بن ناصر بن مجلي ، يوم تاريخها النص من شهر سفر سنة 1312) انتهى انظر صفحة 177و178

من وثائق الدخلة المالية :
ومعنى الدخلة أي انه عندما يكون للشخص غرماء يطالبونه ويهددونه بأخذ ماله بالقوة يذهب إلى رجل له مكانة فيدخل عليه ماله عن الأعداء .

وثيقة كنموذج :
( الحمد لله وحده ، اقول وأنا عواد بن علي الرويثي بأني قد أدخل علي سعد بن حمد الفقيه الفهيدي ماله ، وما تحيش يديه وماعقبوا له والديه من تعرضات الدخلاء ومن له عليه حق أوقفه له في الواجب راعي الحق يوفيه وراعي الباطل عن سعد أعديه ، وقد اقنيت له بالدخلة أنا ياعواد ، وأشهدت على نفسي وكفى بالله شهيدا ، شهد بذلك سلامة بن غانم الرويثي وشهد بذلك شديد بن غانم الرويثي ، وشهد بذلك محمد بن حسن الفقيه الفايدي والله خير الشاهدين . وشهد بذلك مصلح بن سبيهين الفهيدي . يوم الربوع وست وعشرين من شهر القعدة سنة 1204 )

هذا ما استطعت تقديمه تاركا المجال لأخواني الأعضاء للتعليق والنقاش والإضافة ممن يتوفر لديه الكتاب نفسه