النميمة

النميمة من شرور اللسان وآفاته وهي نقل كلام الناس بعضهم الى بعض على وجه الإفساد بينهم فهي مفتاح شر وطريق فساد ، قال الله تعالى : ( هماز مشاء بنميم ) القلم 11
وقال سبحانه : ( ويل لكل همزة لمزه ) الهمزة 1 قيل الهمزه : النمام
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " لايدخل الجنة نمام " متفق عليه
** النميمة : من أسباب عذاب القبر فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم : على قبرين فقال إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لايستتر من بوله

وأما ألأخر فكان يمشي بالنميمة " متفق عليه .
** والنميمة من الأفات التي تسبب وقوع محن وفتن عظيمة لا يعلمها إلا الله فكم من حروب حدثت بسبب النميمة وكم من صديقين حميمين أصبحا عدوين لدودين ، وكم من زوجين إفترقا بسبب النميمة وكم من جماعة وقبيلة ساد بين أبنائها النزاع والتدابر والتحاسد بسبب النميمة . فهي شر ما منيت به الفضيلة ورزئت به الإنسانية .
فقاتل الله النمام الذي قد إجتمعت فيه الخسه والدنائة ومعظم الصفات المرذولة

لآنه إذا نقل الكذب صار كذاباً إضافة الى كونه نماماً .
** قصة عجيبة وحادثة غريبة **
قال حماد بن سلمة : باع رجل عبداً وقال للمشتري ما فيه من عيب إلا النميمة ، قال : رضيت . فاشتراه فمكث الغلام أياماً ثم قال لزوجه مولاه إن سيدي لايحبك وهو يريد ان يتسرى عليك فخذي المسي واحلقي شعرات من رأسه عند نومه حتى أسحره عليها فيحبك ‍‍ ثم قال للزوج : إن إمرئتك إتخذت خليلاً وتريد أن تقتلك فتناوم لها حتى تعرف ذلك فتناوم لها الرجل فجاءت المرأة بالموسي لتحلق الشعرات فظن أنها تريد قتله فقام اليها فقتلها فجاء أهل المؤأة فقتلوا الزوج

ووقع القتال بين القبيلتين بسبب هذا النمام .
** الواجب على من نقل اليه النميمة :
قال ابوحامد الغزالى : وكل ما حملت اليه النميمة وقيل له إن فلاناً قال فيك كذا وكذا
أو فعل في حقك كذا وكذا أو هو يدبر في إفساد أمرك أو ممالاه عدوك أو تقبيح حالك أو ما يجري مجراه فعليه سته أمور : ـ
1ـ ألا يصدقة لأن النمام فاسق .
2ـ أن ينهاه عن ذلك وينصحة .
3ـ أن يبغضه في الله تعالى .
4ـ ألا يظن بأخيه الغائب سوءاً

5 ـ ألا يحمله ما حكي له على التجسس وتتبع عورات أخيه .
6ـ ألا يرضى لنفسه ما نهى النمام عنه ولا يحكي نميمة فيقول فلان حكي لي كذا وكذا .