الرمان فاكهة الخريف الأولى من حيث النكهة والفائدة

يُعرف في منطقة حوض شرق البحر المتوسط بأنه فاكهة الجنة، ذو الحبات الياقوتية الحمراء. إنه الرمان، لذيذ الطعم وشهي والأكثر من ذلك شهرته الواسعة التي اكتسبها لكثرة فوائده الصحية.
ويعتبر فصل الخريف من الفصول التي يعزز طعم تلك الفاكهة، وثمارها ذات القيمة الغذائية العالية نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من السكر قد تصل إلى 16% ومعظمها سكر أحادي أي سريع الهضم ولا يسبّب السكري، كما توجد بها نسبة من البروتين تصل إلى 1,5% وتتراوح نسبة الأحماض العضوية الستريك مثلاً ما بين 0,5% إلى 2,0% حسب الصنف، وهي تمثل النسبة المئوية للحمض في البذور بخلاف نسبة الماء والتي تصل إلى 75% من وزن البذور، والتي قد تصل بدورها إلى 45% من وزن الثمرة ذاتها.
ثلاثة أنواع



هناك العديد من الأصناف للرمان بحسب طبيعة شكل الثمرة وبلد المنشأ، لكن للرمان من حيث الطعم ثلاثة أنواع هي حلو وحامض ومعتدل، وتختلف ميزاته وخصائصه باختلاف نوعه، وباختلاف نسبة المواد السكرية الموجودة فيه. فالنوع الحلو منه يحتوي على حمض الليمون بنسبة 1%، والسكر بنسبة 7%، والبروتينات بنسبة 1%، والألياف بنسبة 2%، ودسم بنسبة 3%، وماء بنسبة 81,3%. كما يوجد فيه مقادير ضئيلة من الأملاح المعدنية وبخاصة الحديد وفيتامين ج، أما في الجزء الصلب من الرمان أي بذر الرمان فترتفع فيه نسبة البروتين إلى 9%، والمواد الدهنية إلى 7%.

من جهة أخرى، فإن إحدى المزايا المهمة لحبوب الرمان، التي يبلغ عددها في الثمرة الواحدة نحو 840 حبة، حسب دراسة بريطانية، هي قدرتها على هضم المواد الصعبة، وخاصة الشحوم والدهن، لذلك فإن استخدامها في المأكولات الثقيلة يساعد المعدة كثيراً في عملية هضم الطعام.
وشملت الدراسة العلمية أيضاً إجراء تجارب على مرضى السرطان من المتقدمين في العمر، الذين بحسب الإحصاءات الرسمية، يموتون خلال 15 شهراً بعد إجراء عملية جراحية لهم، أو تعرّضهم لعلاج عبر الأشعة. وبعد تناول كوب يومي من عصير الرمّان، لوحظ ارتفاع كبير في متوسط أعمار الفئة ذاتها، إذ عاشوا بمتوسط 54 شهراً. وأكد أحد التقارير أن الباحثين يؤكدون أن شرب عصير الرمان، لا يحافظ فقط على استقرار مرض السرطان وعدم تطوره، بل يساعد في قتل خلايا السرطان عبر «التدمير الذاتي».
خفض التوتر
أظهرت دراسة جديدة ذكرت في صحيفة «الجارديان» البريطانية أن تناول كوب من الرمان يوميا يساعد بشكل كبير على خفض مستويات التوتر والإجهاد المزمن والناتجة عن الجهد المبذول في الأعمال الشاقة.
وذكرت الصحيفة أن علماء قاموا بدراسة عصير الرمان على 50 متطوعاً لمدة أسبوعين متتاليين، وانتهى البحث إلى أن المحافظة على تناول مشروب الرمان أو تناوله يومياً يؤدي إلى خفض مستويات هرمون الكورتيزون في اللعاب، ويؤدي إلى انخفاض كبير في ضغط الدم لدى جميع المتطوعين ما أدى إلى زيادة نسبة الهدوء والاتزان النفسي والعصبي لديهم.
وأكدت الدراسة أيضاً أن الرمان يقلل من نسبة الإصابة بمرض سرطان البروستات ويساعد على خفض مستويات الكوليسترول والوقاية من مرض الزهايمر والتهاب المفاصل.
إلى ذلك، تقول إخصائية التغذية إيمان عواضة لـ»الاتحاد»: «الرمان غني بالمواد المضادة للتأكسد، وهو فاكهة غنية بمضادات الأكسدة كالبوليفينولات والتنينات والأنثوسيانات.
وما يميزه فعلاً هو عصيره الذي يعتبر مليئا بهذه المضادات أكثر من معظم عصائر الفواكه الأخرى كالبرتقال والعنب وحتى الشاي الأخضر، هذه المواد المضادة للتأكسد، وبالإضافة إلى الفيتامين أ و سي يساعد عصير الرمان في حماية الجسم من أمراض القلب والشيخوخة المبكرة، ومرض الزهايمر والسرطان (خاصةً سرطان الثدي والرئة). ويسهم الرمان في خفض نسبة الكوليسترول السيئ في الدم ورفع نسبة الكوليسترول الجيد، ناهيك عن تأثيره الإيجابي على ضغط الدم، حيث أظهرت دراسة أن تناول 50 مل من عصير الرمان في اليوم خفّضت من الضغط الانقباضي للدم بمقدار 5%».
قليل السعرات
عن الرمان والرشاقة، تقول عواضة: «يعتبر الرمان قليل السعرات الحرارية ويحتوي على الكثير من المغذيات حيث تحتوي الرمانة متوسطة الحجم على 100 سعرة حرارية فقط، ولذلك يمكن جعلها جزءاً مغذياً من النظام الغذائي اليومي. إذ توفر حباتها الحمراء أجود أنواع مضادات الأكسدة وقد تساعد على الشعور بالشبع لاحتوائها على الألياف، عند تناولها كاملة، كما يعتبر الرمان مصدرا جيدا للبوتاسيوم الذي يعمل على خفض ضغط الدم، والفيتامين سي المقاوم للالتهابات والمعزز لجهاز مناعة الجسم».
وترى عواضة أن الرمان كأية فاكهة أخرى، من الأفضل تناولها فور تقشيرها أو شربها فور عصرها، من أجل الحصول على أعلى نسبة من الفيتامينات والمواد المضادة للتأكسد، لأن تعرضها للهواء والضوء والوقت يؤثر على هذه المحتويات وفائدتها.
ولثمار الرمان قيمة طبية عالية، كما تصف عواضة ولعصيره أيضاً، حيث أثبتت التجارب أن عصير الرمان يعتبر من العصائر الملينة والتي تدر البول، ما يساعد على تفتيت وإزالة حصوات الكلى، كما أنها تخفض الحموضة في الدم، موضحة أن عصير الرمان يساعد كذلك على تحسن حالة مرض النقرس لأنه يعمل على تخفيف حدة المرض لديهم.
عصير الرمان
وتقول «يعدّ عصير الرمان غذاء غنياً بمضادة الأكسدة التي يمكن أن تساعد في درء أمراض القلب وتحسين الدورة الدموية.، كما يساعد في محاربة مختلف أشكال السرطان، وتخفيف أعراض هشاشة العظام وعلاج متاعب المعدة والتهاب الملتحم، في حين أن لقشرة ثمار الرمان فوائد طبية عديدة أمكن رصدها بالتجارب في وقف النزيف للرجال والسيدات لما لها من تأثير قابض للأوعية الدموية، كما أنها تفيد بوضوح في علاج حالات النزلات المعوية المختلفة سواء الإمساك أو الإسهال»، مضيفة «أكدت التجارب المختبرية أن الرمان يحوي معظم العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان ومنها البوتاسيوم والصوديوم والمغنسيوم والحديد والزنك والنحاس، إضافة إلى البروتين والكربوهيدرات الأمر الذي يجعل منه غذاء جيداً يمكن للإنسان الاعتماد عليه من دون الحاجة إلى أغذية أخرى».

السلطان جزاك الله خيرا

بارك الله فيك أخي السلطان معلومات مفيدة عن هذه الفاكهة المباركة التي ورد أسمها صريحا في القران الكريم حيث قال تعالى:( فيهما فاكهة ونخل ورمان). والحديث فيمامعناه (... كلوا الرمان بشحمه فإنه دباغ المعدة..).

سبحان الله عظيم الفائدة ::::::::::::::::

ذكر الرمان في القرآن الكريم ثلاث مرات: في الآية التالية يأمرنا الله تعالى بالنظر إليه، ولا يفهم من النظر مجرد النظر للإستمتاع بل للتفكر باتقان صنعة الخالق، كما يفهم منه البحث والتحري عنه وعن فوائده. قال تعالى {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام، 99)
وفي الآية التالية يأمرنا الله تعالى بالأكل من الرمان وما ذكر معه بقوله {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأنعام،141)
في الآيتين 99 و 141 من سورة الأنعام ذكر الزيتون، والرمان معطوفا عليه. كما ذكر الحب والنخل متاعطفين كذلك . ربما تكون هناك علاقة بين هذه الأصناف بحيث يكمن بالجمع بينها فوائد معينة سواء كانت غذائية أو علاجية.
وفي الآية التالية يذكر الرمان على أنه من ثمار الجنة {فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (الرحمن، 68)
فوائد الرمان