التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
||||||||||
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
قصة انجفار كامبراد، مؤسس سلسلة محلات ايكيا
جاء ميلاده في 30 مارس عام 1926 قرب بلدة فقيرة صغيرة في جنوب السويد، ونشأ في مزرعة تعود لجده الذي انتحر قبل مولده بسبب عجزه عن دفع ديون مستحقة على هذه المزرعة، فهبت زوجته لتحافظ على ملكية المزرعة، ولتعمل على تربية حفيدها انجفار كامبرد Ingvar Kamprad ، الذي راقب جهود جدته الحثيثة. عاب الطفل الصغير انجفار كسله وتأخره في الاستيقاظ مبكرا ليساعد والده في حلب أبقار المزرعة، ولذا حصل على لقب الرأس النائمة من أفراد عائلته، و بقي كذلك حتى حصل على هدية خاصة به في ذكرى مولده: ساعة منبهة لكي تساعده على الاستيقاظ، ورغم بساطتها لكنها غيرت مجرى حياته وجعلته يركز على الإنجازات بدلا من الإفراط في النوم، حتى أنه أزال زر إيقاف المنبه حتى يضطر للقيام من نومه. بدأت إرهاصات ومؤشرات حب التجارة تظهر على الصغير، الذي اكتشف بالتجربة وهو في الخامسة من عمره أن شراء أعواد الثقاب بكميات كبيرة من العاصمة ستوكهولم، ثم إعادة بيعها بكميات صغيرة في مدينته وبسعر أغلى، يمكن أن يعود عليه بالربح البسيط، وبدأ يدخر المال ويكرر الأمر ذاته مع بيع السمك والحبوب والأشجار وأدوات الزينة، وبدأ يتوسع أكثر فأكثر، وحين بلغ السابعة استغل دراجته ليصل إلى المزيد من المشترين المحتملين لبضاعته. في عام 1943 كافأه والده بمبلغ من المال تشجيعا له بسبب أدائه الجيد في المدرسة، فما كان من انجفار إلا وأخذ المكافأة واستثمرها في تأسيس شركته التي أسماها ايكيا، وهذا الاسم مشتق من أول حرفين من اسمه، ثم حرف من اسم مزرعة العائلة وحرف من اسم بلدته التي يعيش فيها، أو (Ingvar Kamprad Elmtaryd Agunnaryd)، كل هذا وعمره 17 ربيعا فقط. كانت الشركة تسير على ذات النهج في التجارة بالتجزئة، وكان أول ما تعاملت فيه هو عقود توريد أقلام الرصاص الخشبية. بعدها توسعت الشركة لتتاجر في المحافظ والساعات والمجوهرات، وبعد سنوات من التوسع، بدأ انجفار يعلن في الجرائد، وأدخل طريقة البيع عبر الطلب بالبريد، معتمدا على رجال بيع اللبن الذين كانوا يطوفون على البيوت لبيع اللبن. في عام 1948، اشترى انجفار مصنعا مهجورا وحوله لتصنيع الأثاث المنزلي، وكان تركيزه منصبا على تقليل كلفة كل شيء، حتى أنه استعان بعمال يعملون في الغابات القريبة منه ليمدوه بالبضاعة والمكونات. في عام 1951 قرر انجفار طبع أول كتالوج يشمل كل شيء يبيعه في صالات العرض، وهو الكتالوج الشهير الذي تطبعه ايكيا سنويا منذ ذلك الحين. خلال 4 سنوات، حقق هذا المصنع نجاحا كبيرا دفع انجفار لوقف كل نشاطاته التجارية الأخرى للتركيز على صناعة الأثاث، مدفوعا بثقته التامة في قدرته على تصنيع الأثاث على نطاق كبير جدا. بعدها دخل في منافسة شرسة مع منافسيه اضطرته لخفض أسعاره بشكل مستمر، حتى بدأ يخشى من تدهور جودة ما يصنعه. لحل هذه المشكلة، قرر انجفارد في عام 1953 افتتاح أول صالة عرض لبيع أثاثه في مدينة ألمهولت، وكان رد فعل المشترين إيجابيا بدرجة كبيرة، حين كانوا يرون بأعينهم ما سيحصلون عليه. (في عام 1958 كان موعد افتتاح أول متجر ايكيا يمكن فيه شراء الأثاث على الفور والخروج به من المتجر، قبلها كان المشتري يدفع ثم يحصل بعدها بفترة قصيرة على ما اشتراه، بعد الانتهاء من صنعه!). بعدها واجهت ايكيا مشكلة أخرى، إذ أنه تحت ضغط المنافسين، قاطع موردو قطع الأثاث الشركة فلم يوردوا لها شيئا. لحل هذه المعضلة، قرر انجفارد أن الوقت حان لتصمم ايكيا ما تبيعه من أثاث بنفسها، وهو ما كان. في عام 1956 وحين قرر موظف في الشركة أن يخلع أرجل مكتب لكي يتسنى له إدخاله بسهولة في سيارته ومن ثم إعادة تركيبه في بيته، كانت هذه بداية تحول منهج التصنيع والتصميم في ايكيا نحو توفير إمكانية تخزين منتجاتها بشكل سهل ومسطح، الأمر الذي انعكس في صورة أسعار أقل (لانخفاض تكلفة التخزين والنقل) وسهولة الشحن (هذا الموظف الصغير، هو الذي صمم سلسلة بيلي من رفوف الكتب). حافظت ايكيا على تصميم أثاث عصري، يخدم وظائف عدة، واقتصادي التكلفة، يمكن استعماله وكذلك تخزينه في مكان صغير، ويمكن للمشترين فكه وتركيبه بأنفسهم ما كان ذلك ممكنا. في عام 1960 افتتحت ايكيا أول مطعم داخل متجرها في السويد من أجل تقديم خدمة أفضل للمتسوقين. استمرت ايكيا في التوسع والانتشار، حتى افتتحت أول صالة عرض خارج السويد، تحديدا في العاصمة النرويجية أوسلو في عام 1963، وحين لمس انجفار تكدس زوار الصالة داخلها، قرر تحويل طريقة العرض لتشبه المخازن الكبيرة، بحيث يخدم المشترون أنفسهم بأنفسهم، ولتستمر بعدها مسيرة التوسع ودخول بلاد أخرى مثل الدانمرك وسويسرا، حتى بلغ عدد الدول التي لايكيا تواجد فيها 37 دولة في عام 2009، ويعمل لديها أكثر من 123 ألف عامل، يبيعون أكثر من 9500 منتج كلها من تصميم ايكيا. لم يعد انجفار اليوم صاحب القرار الأول، بعدما تقاعد في عام 1986 وترك الإدارة لأفراد عائلته، وهو يبرر سبب رفضه لتحويل شركته إلى مساهمة في البورصة، لأنه يريد أن يحافظ على سرعة اتخاذ القرار في الشركة، دون انتظار موافقة المساهمين، فلم تكن ايكيا لتبلغ ما وصلت إليه اليوم دون سرعة اتخاذ القرار. تحرص ايكيا على العمل عن قرب مع الموردين لها، من أجل الحفاظ على البيئة إذ أن أغلب أثاثها مصنوع من الخشب الذي يأتي من الغابات، كما تحرص ايكيا على ألا يوظف الموردون أطفالا دون سن العمل في البلاد الفقيرة، كما وتتبع سياسات رقابة قوية من أجل ضمان حصولها على أفضل المكونات والموارد لمصانعها، وأن يتبع هؤلاء الموردون سياسات تصنيع صديقة للبيئة. في عام 2009، وزعت ايكيا على مستوى العالم أكثر من 199 مليون كتالوج لمنتجاتها، مكتوبا بسبع وعشرين لغة، و زار معارضها أكثر من 660 مليون متسوق، وبلغ عدد صالاتها حول العالم 301 صالة عرض. وأما أول بلد عربي دخلته ايكيا فكان السعودية في عام 1983، تلتها الكويت في 84 ثم الإمارات العربية في عام 91. في كل بلد دخلتها، تحولت ايكيا لتكون مسئولة عن 5 إلى 10% من إجمالي مبيعات الأثاث في هذا البلد. من القصص الطريفة لطرق تسويق ايكيا لمحلاتها، أنها عرضت في عام 2005 على أول من يدخل صالتها الجديدة في مدينة أتلانتا الأمريكية قسائم شراء مجانية بقيمة أربعة آلاف دولار، فما كان من الأمريكي روجر بنجوينو إلا وعسكر في خيمة أمام المحل قبلها بأسبوع كامل، وحين جاء وقت الافتتاح، كان يقف ورائه أكثر من ألفي محب لمحلات ايكيا. قبلها بعام فعلت ايكيا الأمر ذاته من قبل في مدينة جدة بالسعودية، حين عرضت 50 قسيمة شراء مجانية على أول 50 زائرا لمحلها الأول هناك، وكان المردود آلاف الزوار، لكن للأسف لم يكن التنظيم جيدا، فحدثت مشاجرات نتج عنها بعض الوفيات والإصابات. في الساعة الثالثة والنصف عصرا، تبدأ حشود الموظفين في مقر ايكيا في السويد بممارسة بعض التمارين الرياضية القصيرة لتنشيط أنفسهم. حين يسافر موظفو الشركة، فإنهم يأخذون الطيران الاقتصادي وينزلون في فنادق اقتصادية المستوى. حتى أن الشائعات تقول أن انجفار نفسه لا يأخذ زجاجة مياه من غرفة أي فندق نزل فيه، بل كان يسير إلى أقرب متجر ليشتري منه توفيرا للمال، كما يطالب موظفي ايكيا بأن يكتبوا على كلا وجهي الورق المستعمل في سياق العمل، وثبت عنه أنه يركب وسائل المواصلات العامة السويدية، ويتجنب النزول في الفنادق الفاخرة. لماذا يجب عليك أن تنظف طاولتك / منضدتك بعد تناولك لطعامك في مطاعم ايكيا؟ وفق اللوحة التي تحمل الإجابة: لأن ايكيا من الأماكن التي لا تزورها وكلتا يديك في جيبك (كناية عن وجوب خدمة المرء لنفسه). وفق مجلة فوربس الأمريكية، بلغت ثروة انجفار في عام 2009 قرابة 22 مليار دولار تقديرا، لكنه يرفض تماما الإجابة عن مقدار ثروته، ولا يفصح عنها من قريب أو بعيد، ورغم ذلك يقود سيارة فولفو عمرها 15 سنة.
|
Dec-Sun-2011 | #2 |
اخ عزيز
|
مشكور فهد بن ناحل علي طرحك
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|