التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم | الموضوع النشط هذا اليوم | المشرف المميزلهذا اليوم | |
قريبا |
بقلم : |
قريبا |
|
||||||||||
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
فلنعلم أولادنا الحقوق والواجبات للأستاذ سعود الحربي تقديم البحث محمد عباس عرابي
سعود هلال الحربي: تعليم الحقوق والواجبات جزء من التربية والتنشئة المدنية
شكرا لأستاذنا الفاضل سعود على هذا المقال القيم الذي نهديه لكل مرب للاستفادة مما ورد فيه ونغتنم الفرصة لنقدم الشكر والتقدير لأسرة الإرشاد الطلابي بالمملكةالتي تحرص على تفعيل البرامج التوعوية طوال العام الدراسي وتحرص على متابعتها وتقويمها والآن مع مقال الأستاذ سعود القيم ولا يفوتنا شكر مجلة المعرفة لنشرها هذا المقال الثقافة هي كل ما يتبقى بعد أن ننسى ما تعلمناه في المدرسة. – الثقافة تبقى لأنها تصبغ حياة الإنسان وتشكلها وفق معطياتها، وتزداد عمقًا والتصاقًا في حياته لأنها تعبر عن كل ما يحيط بالإنسان منذ نشأته حتى مماته، وتبرز من خلال الفكر والقيم والاتجاهات والإيدولوجيا، وكذلك هي الأدب والسلوك اليومي للإنسان، وهي بذلك تبقى لأن ما نتعلمه محصور في التحصيل العلمي ومفهوم الدروس لا أكثر، ولاسيما إذا ابتعدت المدرسة عن الحياة اليومية، ومن العبارات التي أرددها دائما عبارة (أمام زحف الزمان كل شيء يتلاشى إلا الكلمة تبقى لأنها الأقوى والأقدر على الديمومة). مثالية الوالدين في تربية الأبناء تنشئ جيلا لا يفكر. – المثالية أحيانًا متعالية عن الواقع، وبذلك فهي قد تنفصل عن الممارسة اليومية، وقد تكون أحيانًا هروبًا من الواقع والعجز عن مواجهته، وأنا هنا أقول (قد) أي ليست تعميمًا، وعندما يكون الوالدان مثاليين وفق هذا المفهوم فمن الطبيعي جدًا أن يكون الجيل لا يفكر، لأن هناك من يقرر ويفكر عنهم، ويكون هنا التفكير بعقلية الغير، بل فصل قسري للفكر عن الواقع وتحجيمه في عالم المثالية. إذا لم يوافق الواقع «النظرية» غي�'ر الواقع. – إذا لم يوافق الجانب النظري الواقع فهذا يعني أن التنظير هنا عبارة عن أفكار محنطة تصلح لقياسات منطقية لا أكثر، وفي المناسبة نشير إلى أن جوهر البرجماتية التوافق بين الفكر أو الجانب النظري والواقع وإلا يصبح لا قيمة له. إذا لم تكن الحضارة في قلب الإنسان لن تجدها في مكان آخر. – الحضارة تختلف عن التحضر، فالحضارة قد تكون تطورًا في العمران والفنون إلى جانب الفكر وغيرها، ولكن التحضر فعل مقصود يقوم به الإنسان، ويهدف إلى الرقي في سلوك الإنسان، والرقي في السلوك يرتبط بالقناعة والتمثل، فإذا لم تكن الحضارة وفق هذا المفهوم أي يكون منبعها العقل والقلب فلا مكان آخر مناسب لها، بل ستصبح مجرد ظاهرة حضارية مادية لا أكثر. إننا ندفع ثمنًا غاليًا من جراء فشلنا. – الخوف من الفشل أصعب من الفشل ذاته، فالإنسان عندما يحاول ويفشل يجد ما يبرر به فشله أيًا كان هذا التبرير، ولكن الأهم المحاولة، كذلك فإن الخوف من الفشل يحد من قدرة الإنسان على المبادأة والمحاولة، ويضعف الهمة وبالتالي قد يكون الثمن غاليًا، وهذا يرتبط بالفرصة التي أضعناها بسبب الفشل، كما لا ننسى أن طرق التعلم المحاولة والخطأ والتي قد يصاحبها الفشل في البداية، وكما قال الشاعر (وعاجز الرأي مضياع لفرصته – حتى إذا فات أمر عاتب القدرا). الإنسان لا يهرم عندما يعيش عددًا من السنين، وإنما يهرم حين يتخلى عن أفكاره. – الإنسان يعبر عن ذاته من خلال فكره وما يصدر عنه من سلوك، وبتطور فكره ورقيه تكون قيمة عمره، وكنت أطرح دائمًا فكره طريفة وهي أن للإنسان عمر زمني وعمر وجودي، فالعمر الزمني هو عمره بالسنوات أما الوجودي فيكون بحجم إحساسه الحقيقي بالوجود، وهذا يشمل ما يعبر به عن نفسه وتفاعله، ومن هنا نقول إن الإنسان عندما يقف عن التفكير فكأنه يتنازل عن التعبير عن ذاته، وهنا نقطة الإحساس بالهرم، أي عندما يتخلى عن الفكر، ولكن هناك نقطة يجب أن نأخذها بالحسبان وهي أن نحدد نوعية التخلي عن الأفكار، فقد يحدث تطور في فكر وحياة الإنسان مما يجعله يغير من أفكاره للأفضل، بل إن الفسليوف «هوايتهد» يرى أنه من الصعب أن يبقى الإنسان أربعين سنة على الأفكار ذاتها، وهذا يدل على حيوية الفكر واستجابته للتغير بشكل جيد، وهنا نتذكر فيلسوفنا الكبير زكي نجيب محمود رحمه الله، الذي تعلم وعل�'َم الفكر الغربي حتى بداية سبعينيات القرن الماضي عندما اتجه للفكر العربي والإسلامي، وكان نقطة تحويل كبيرة في حياته وفي الفكر العربي على وجه العموم. إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياة المرء في المستقبل. – تحديد مستقبل حياة الإنسان مسألة معقدة وشائكة، تتداخل بها عوامل عديدة كالخبرات الحياتية والجوانب الفكرية والعاطفية، ومنها بالطبع الاتجاه المرتبط بالتعلم، وهذا يعتمد على الاتجاه نفسه وطريقة تقديمه وواقعيته وارتباطه بحياة الإنسان، فكثير من الاتجاهات تعلمناها ولكن في الكبر ضعف تأثيرها علينا، لذلك فالاتجاه يختلف عن الميل... غالبًا ما يكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة، ونادرًا ما يكون حليف المترددين الذين يتهيبون المواقف. – النجاح يحتاج إلى تخطيط وفكر واضح، ثم تأتي الجرأة والمبادأة، وبذلك قد يتحقق، أما المتردد فقد لا يحالفه الحظ، ونتذكر الشابي عندما قال ( ومن يتهيب صعود الجبال – يعش أبد الدهر بين الحفر). الإنسان الناجح هو الذي يغلق فمه قبل أن يغلق الناس أذانهم، ويفتح أذنيه قبل أن يفتح الناس أفواههم. – كما قلت سابقًا النجاح تخطيط، وبذلك فهو يستند إلى النشاط العقلي غير المرئي، وهذا يختلف عن الكلام الذي قد يضعف فرصة النجاح، والإنسان الناجح يعرف تمامًا متى يتكلم ومتى يستمع، وهذا يتطلب منه وعيه ومعرفته بذاته ثم وعيه ومعرفته بالآخرين، وقد قال شاعر داغستان الشهير رسول حمزتوف (الإنسان يحتاج إلى سنتين حتى يتكلم ويحتاج إلى ستين سنة حتى يصمت). الأطفال يحتاجون إلى القدوة لا إلى الانتقاد. - من الأمور التي يمر بها الأطفال التقليد، والتقليد يرتبط بكل ما يثير اهتمامهم، وبذلك فهو صورة بسيطة جدًا من صور التعلم، ومن ثم قد يتحول التقليد إلى قدوة وهذا ليس دائمًا، وعندما نتحدث عن القدوة بشكلها الجيد فهذا أفضل من النقد، لأن النقد توجيه مباشر وهذا ينفر الطفل، أما القدوة ففيها نوع من المحاكاة، والتي هي الأنسب في التأثير والتعلم، وفكرة القدوة مرتبطة بالإنسان منذ تطور المجتمع لذلك كان دائما بحاجة للقدوة، لدرجة أن اليونان كانت لديهم فكرة الأريت أو التمييز أو القدوة. التعليم الإجباري مرهق، ولكن حين يمتزج باللعب سيكون في تلقيه بهجة وسرور. – أهمية التعليم وإلزاميته مسألة لا جدال فيها، بل إنها حق من حقوق الطفل لا يمكن التفريط بها، وهذا يرتبط أيضًا في الحق في التعلم، والإبداع يكون في طرقه ووسائله ومناهجه وكل الخبرات التربوية التي تقدم لتحققه، ومن هذه الأساليب التعليم باللعب، فإذا كان وفق منهج رصين وواضح له فلسفته وأهدافه فحتمًا سيكون أفضل. لا بد من انقلاب جذري في نظامنا التربوي وتثوير فلسفته وأساليبه وأهدافه. – قد تكون كلمة تثوير وانقلاب لها طابع عسكري، ولكنها تعبر عن الحاجة الماسة للتغيير وعدم الرضا عن الواقع، فلو سلمنا بهذا المنطق فإننا نوافق على التغيير الجذري الشامل، وهذا يشمل منظومة النظام التربوي برمته أي فلسفته وأهدافه ومناهجه وإدارته وكل ما دخل في هذه المنظومة، بل إن تطور التعليم لم يحدث إلا بعد التغيير الجذري، فاليابان بدأت في عهد الميجي في نهايات القرن التاسع عشر والاتحاد السوفييتي بدأ بعد الثورة البلشفية عام 1917، كذلك إنجلترا بعد قانون بتلر عام 1944، كذلك الولايات المتحدة عام 1957 بعد إطلاق أول مركبة للفضاء (اسبوتنيك)، وأيضًا في مطلع ثمانينيات القرن العشرين عندما ظهر تقرير أمة في خطر في الولايات المتحدة، وعلى هذا النهج سارت دول آسيا (الصين – كوريا – سنغافورا – ماليزيا... ) هذه الإصلاحات كانت بطبيعتها ثورة حقيقة على التعليم من أجل تطويره. المربي كالفنان عليه أن يبتكر شيئًا جديدًا لا يكون نسخة طبق الأصل لما سبق إنجازه. – المربي كالفنان نأخذ بها لأننا نعتقد أن التربية والتعليم فن، له أصوله وجوانبه التي يجب أن يتقنها المتخصص بها، ولكن الإشكالية تكمن في مفهوم الابتكار ذاته، فالفنان مهما كان عمله فهو يرتكز على خبرة شخصية بالدرجة الأولى، ويرتبط هذا أيضًا في مفهوم الجمال الذي هو أساس الفن، فالجمال تفاعل ذاتي بين الإنسان وموضوع الجمال. أما التربية فهي عملية تفاعلية مجال الابتكار فيها يختلف بشكل كبير عن الفن وفق هذا المنظور. قبل توجيه سلوك الأبناء، نحتاج إلى تعديل سلوكياتنا. – (لا تنه عن خلق وتأتي مثله ) هذا ملخص فكرة تعديل سلوكنا قبل توجيه سلوك الأبناء، وهذا يرتكز على فكرة القناعة الذاتية وتطابق العمل مع الفكر، لذلك ليس من المعقول توجيه سلوك الأبناء ونحن نحالف ما نقول، وهذه مسألة تحتاج إلى صدق ذاتي من أولياء الأمور، وإن كنت أرى أنها ليست بالسهولة التي نتصورها. لا ينبغي أن تكون وسيلتنا للتعبير عن حبنا لأطفالنا بتحقيق رغباتهم فقط. – التعبير عن حب الأبناء له أكثر من شكل، بعضها قد لا يدركه الأبناء مثل الحرص الشديد على مصلحتهم وتوجيههم، وفي السياق نفسه نعتبر أن تحقيق رغبات الأطفال نوع من الحب ولكنه ليس كل الحب، وإن كنا أيضًا نؤكد فكرة فهم الرغبة ومدى حاجة الطفل إليها قبل تحقيقها. الحب المشروط آفة قاتلة لمشاعر الأبناء والآباء. – الحب عاطفة إنسانية راقية جدا، كما أنه عطاء بلا حدود أو هكذا يجب أن يكون، أما الشروط فقد تنزع الجانب الإنساني من الحب، والخطورة هنا تكمن في إنه قد يقر البعض بالشروط ولكنه بين الأعماق تغمره حالة من عدم الرضا، هذا الحب في معناه المجرد فكيف إذا كان بين الأبناء والآباء، أتصور أن الموقف أصعب بكثير، فالجوانب العاطفية رقيقة جدًا تستند إلى الإحساس والرقة، والتي بطبيعتها ترفض المنطق أحيانًا. المهارات الحياتية اليومية هي ما يحتاج إليه المراهقون والشباب. – المراهقون والشباب يحتاجون إلى مهارات الحياة لمواجهة صعوبة الحياة، والتي تعقدت بشكل كبير، فهناك مهارات تتعلق بجوانب الحياة المادية وهناك مهارات تتعلق بالجوانب الاجتماعية والإنسانية كالمهارات الاجتماعية مثل مهارة الحوار والاتصال والتفاعل مع الآخرين والتفكير وغيرها من المهارات، وهذه المهارات يجب أن تؤصل في التعليم والممارسة اليومية إلى جانب دور مؤسسات المجتمع الأخرى. العمل التطوعي منهج حياة يفتقر إليه التعليم الأساسي. – العمل التطوعي قيمة إنسانية بالدرجة الأولى، بل إنها من القيم الإنسانية الأصيلة، لأنها تقوم على مفهوم العطاء والتفاني ونكران الذات بعيدا عن أية مصالح، والتعليم بطبيعته يقوم على جوانب معرفية ومهارية وقيمية، لذلك يجب أن يتضمن جميع القيم ومنها قيمة العمل التطوعي، ونحن في الكويت لدينا مقرران حول مفهوم التطوع في المرحلة الابتدائية والمرحلة الثانوية عدا تناوله عن طريق الأنشطة والخبرات التربوية. إذا كان علي أن أعيش مرة أخرى، فسوف أرتكب نفس الأخطاء مرة أخرى، ولكن في وقت أكثر تبكيرًا. – إذا كنت سأعيش مرة أخرى في نفس الظروف والتطور الاجتماعي والذهني والنفسي حتمًا سأرتكب الأخطاء ذاتها، إما إذا تغيرت فلن أقع في الأخطاء السابقة، لأن ذلك مرتبط بالظروف النفسية والاجتماعية، لأن سلوكنا بشكل عام نتاج تفاعل ظروفنا الاجتماعية وتطورنا الشخصي وكم الخبرة الحياتية التي لدينا حينها. |
May-Sat-2010 | #2 |
مؤسس المنتدى( 0504464282)
|
أهم القضايا التربوية والاجتماعية التي تواجه مجتمعاتنا هي «التربية الاستهلاكية» حين تؤكد على القيمة السلبية والتبعية على حساب المشاركة والإنتاج.
– التربية الاستهلاكية أيضا مرتبطة بمجال القيم والتي أعدها من التحديات التي تواجه التربية بشكل عام، وأنا أقصد هنا القيم بشكلها الكامل، بخصوص الاستهلاك نجد أنه مشكلة قد تكون عامة في مجتمعاتنا الخليجية بصورة أدق، فنلاحظ في الوقت الحاضر رغم الشكوى من ارتفاع الأسعار إلا النمط الاستهلاكي لا زال شائعًا، وحتى لا نخرج الأمور من سياقها التاريخي نجد أن الاستهلاك ارتبط بحالة الرفاه والقفزات الاقتصادية التي بدأت في منطقة الخليج العربي منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، واستمرت حتى أصبحت نمطًا شائعًا في حياتنا بل إنها كرست سلوكيات سلبية مثل الإتكالية واللامسؤولية، وهذا يحتم على المعنيين بأمور التربية أخذها بالحسبان. الانتقاد المتكرر للطفل والإمعان في إحباطه يجعل طريقه سريعًا للصمت الاختياري. – الانتقاد المتكرر والإحباط من أهم العوامل المؤثرة بصورة سلبية في نفسية الطفل، لأنها نوع من الحصار الشديد له، مما يجعله يقوم بردود فعل مغايرة لما يتوقعه ولي الأمر، فقد يكون هناك عناد لا شعوري أو صمت اختياري وغيرها من الصور السلبية، ولو استمر هذا الحصار النفسي فسيؤثر ذلك حتمًا في تركيبته النفسية وسلوكه بشكل عام، وستكون هناك أنماط شخصية لا يمكن القبول بها مثل العدوانية أو الانهزامية، وقبل كل شيء عدم الثقة بالنفس. العولمة تغزو حياتنا، والعالم قرية صغيرة، وأطفالنا لم يملكوا البوصلة. – مشكلتنا مع العولمة أن موقفنا منها به نوع من التطرف، فهناك من يرحب بها بشكل قاطع بكل تجلياتها وقيمها وربطها بالتطور أو كأنها وسيلتنا الوحيدة للرقي، وهناك من يحاربها بشكل كبير وكل ما تحمله من مضامين، وحصرها في الجانب السياسي والاقتصادي، ولكن المنطق هو أن نقر بها وكيف نتعامل معها، لأنه من المحال العيش منعزلين عن العالم، وفي الوقت نفسه لا يمكن فقدان خصوصيتنا وهويتنا، وفي وسط هذه الصورة الضبابية يعيش أطفالنا ولم نمدهم بالمهارات الكافية للعيش في ظل تطور عالمي لا يمكن غض النظر عنه. المعلم المؤدلج فكريًا، يؤذي تفكير الطفل ويوقف نموه العقلي. – الإنسان المؤدلج عندما يستلم زمام بعض الأمور فهذه مشكلة خصوصًا عندما يرتبط بعمل له علاقة بالآخرين، هذا إذا تجاوزنا التنظيمات السياسية ودورها، وإذا كنا نتحفظ بها عن الإنسان بشكل عام فمن الطبيعي لا يمكن قبولها من المعلم، وهنا سينشط المنهج الخفي بصورته السلبية والتي تناقض المنهج الرسمي، كما أنه سيحاول جاهدًا استنساخ أفكاره عن طريق طلبة مشابهين لفكره، وهذا سيوقف نموهم العقلي ولن تتحقق أهداف التربية والمجتمع الذي يعمل في نظامها، وهذا لا يعني أننا نصادر عقول الآخرين، ولكن الوسط التربوي له طبيعته وخصوصيته لأنها قبل كل شيء مشروع وطني. المرأة أكثر الكائنات عطاء وأقلها مكاسب. – عطاء المرأة أرى أنه أهم ما يميزها، بل إن هذا العطاء المتواصل جعل الرجل أحيانًا يتنازل عن بعض من دوره، أما مسألة المكاسب فهي نسبية من مجتمع لآخر، ففي بعض المجتمعات حققت المرأة مكاسب كثيرة أعطتها قيمتها وحقوقها. أكثر أسباب الانحراف السلوكي عند الأحداث..كثرة العقاب وشدته. – الانحراف السلوكي له أسباب عديدة ومتشابكة، فقد يكون لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو أسرية وغيرها من العوامل، أما كثرة العقاب وشدته قد تدفع للانحراف ولكنني أتصور أنه لا يمكن جعله في مصاف العوامل الأخرى. ليتعلم الطفل الاحترام والانضباط، علينا أن نحترمه ونعتذر إليه. – من العوامل التي تساعد في تشكيل شخصية الطفل نظرتنا له ونظرته لذاته، وهذا يرتبط بنوع التواصل والحميمة التي تربطنا به، فإذا كان هناك احترام لشخصه وتقدير له ستكون ردة فعله بمستوى هذا الاحترام، ومن ثم يسهل عليه تعلم الاحترام والتقدير لأنه شعر به وأدرك قيمته. لكي يكون الإنسان قادرًا على العطاء بكرامة، يجب أن يكون قادرًا على الاعتماد على نفسه. – كرامة الإنسان تعتمد على عنصريين أساسيين: الأول احترام الآخر لكرامة الذي أمامه أو يتعامل معه، والثاني احترامه لكرامته نفسه، لذلك يقول المتنبي (من يهن يسهل الهوان عليه) وفي وسط هذه الصورة يكون العطاء الذي يستند قبل كل شيء إلى القدرة الذاتية للإنسان وثقته بنفسه، فإذا فقد الإنسان الكرامة وعدم الثقة بالنفس فلن يكون هناك عطاء بالصورة المقبولة. كلمة »لا» من أروع الاكتشافات في مرحلة الطفولة! – قول (لا) تعبر عن حالة رفض معينة، ففي الطفولة قد تعني عدم الانصياع أو رفض أمور معينة قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية، لذلك فهي ليست اكتشافًا بقدر ما هي تعبير عن عقل ونفسية الطفل في هذه المرحلة، كذلك تعكس مدى استجابته لما يجول في خاطره وما يعارض رغباته. يقول «هيودبرون» هناك 152 طريقة لحمل الطفل الرضيع، وكلها صحيحة. – المهم ليس بالطريقة ولكن في صحتها ودقتها وعدم إلحاقها الضرر بالطفل، وكلمة حمل الطفل هنا قد يقصد بها أمور كثيرة وليس الحمل بالمعنى الدقيق دائمًا، ولكن أيًا كانت الطريقة المهم الحفاظ على الطفل. ينبغي أن يتحكم في تربية الطفل استعداده الفردي وقدراته وميوله وليس المنهج المفروض أو التكرار والحفظ. – نجاح عملية التعلم لا تتم إلا وفق ميول وقدرات الطفل، لأنها من أساسيات أو شروط التعلم، أما إذا كان التعليم منفصلاً عن هذه المعطيات حتمًا لن يحدث بالصورة المرجوة، وتزداد المسألة صعوبة عندما يركز على المهارات الدنيا من التعلم ونقصد بذلك الحفظ والتذكر، لذلك ينبغي عند وضع المناهج أن تراعي هذه الجوانب. حين نقرر أمرًا ما..،علينا الإصغاء إلى أنفسنا أولاً ونبدأ بعمل مانحب إرضاء لأنفسنا. – فكرة الإصغاء للذات نادى بها الفيلسوف وعالم النفس الشهير إريك فروم، بل أكد عليها بشكل كبير، وبتصوري أن الإصغاء للذات نقطة مهمة لفهم الإنسان لذاته، فجهله بها سيفقده فهمه للآخر، ومن ثم ننطلق لتحقيق الأمور التي نرجوها لأننا كونا قاعدة معرفية خاصة بنا وبالآخر ومن ثم يسهل التعامل معها. إن أسوأ ما يمنحه بعض المربين والمعلمين للأطفال هو إحباطهم والتقليل من قدراتهم بدلا من الثناء عليهم وتحفيزهم. – التحفيز والثناء من أهم جوانب دعم التعلم الصحيح، والعكس صحيح تمامًا، فالإحباط والتقليل من شأن الطفل يوقف دافعيته للتعلم بل تجعله يحجم عن التعلم بشكل صحيح، لذلك يحب أن يراعي المربون هذه النقطة المهمة، لأن دورهم التحفيز والتشجيع وليس تكريس الإحباط. «المبادرة» روح عظيمة تسكن النفس، وقد تموت حين تعاني من الإهمال. – المبادرة نزعة روحية صرفة واستعداد نفسي وعقلي قبل كل شيء، فالإنسان الذي لديه المبادرة يكون أكثر قوة وصلابة وثقة بنفسه، ومن هنا يقول المتنبي (إذا غامرت في شرف مروم – فلا تقنع بما دون النجوم). الحوار وسيلة اتصال وتفاهم ولكنها مفقودة بين المعلم والطالب،الآباء والأبناء...هناك حلقة مفقودة..! – الحوار فن له قواعده وأصوله التي تعتمد على الفهم والإصغاء واحترام الرأي الآخر، بل إنه يعد من الشروط المهمة لقيام العلاقات الإنسانية على أسس متينة, ولكن مع الأسف غاب الحوار وفق هذا المفهوم وسادت ثقافة الاعتراض والصراخ وغيرها من الحوارات السلبية، وانعكس كل ذلك على الحوار بين المعلم والطالب وفي محيط الأسرة، ولاسيما وسط فوضى إعلامية فرضت لغة لا تليق بمستوى الثقافة بشكل عام ناهيك عن الثقافة التربوية لتؤصل ثقافة مغايرة تمامًا للحوار الهادف والجاد. الأسر الخليجية بدأت بالتحول إلى أسر فندقية. – قد يكون من الصعب جدًا القول بأن كل الأسر الخليجية تحولت إلى أسر فندقية، لأننا هنا نقرأ العبارة في أكثر من زاوية، فقد نعني بذلك مستوى الأسرة الاقتصادي الذي جعل كل وسائل الرخاء والترف متوافرة، وهذه أيضًا مسألة لا نأخذها على الإطلاق، وقد نقرؤها من حيث جو العلاقات الأسرية والذي غاب عنها التواصل فأصبح الأبناء مجرد ضيوف (أكل ونوم) كأنهم يعيشون في فنادق وليس بين أسرة، وبتصوري أن هذه المشكلة وفق هذا المنظور مشكلة قد تكون عربية عامة، وأصبح الأفراد مستهلكين أكثر من كونهم منتجين. المدرسة الخليجية فقيرة في تعليم الطالب حقوقه وواجباته. – تعليم الحقوق والواجبات جزء من التربية والتنشئة المدنية التي نجدها في المناهج العالمية والتي غابت عن بعض دول الخليج، وإن كنا في الكويت نعلم التنشئة المدنية في المرحلة الابتدائية والدستور وحقوق الإنسان في المرحلة الثانوية، ولكن نحتاج إلى تأصيلها في الخبرات التربوية اليومية بدلاً من التعامل معها كمادة معرفية فقط. الثقافة الحقوقية ضائعة بين النظام السياسي ومؤسسات المجتمع المدني. – الثقافة الحقوقية تتشكل من خلال جملة معطيات، أهمها سيادة مبدأ القانون والوعي المجتمعي بها والممارسة العملية لها، ولحساسية هذه الثقافة نجدها تضيع بين النظم السياسية المتمثلة بالسلطة السياسية وبين مؤسسات المجتمع المدني التي تنشأ خارج رحم السلطة السياسية, وبدلاً من أن يكون هناك تعاون وتناسق بينهما نجد ما يحدث العكس تمامًا، حيث الصراع والتنافس، وهذا أثر بشكل عام على الوعي السياسي والثقافة الحقوقية. المؤسسات التعليمية الخليجية متأخرة عن الأنظمة التربوية العالمية التي تسعى لبناء الإنسان. – بناء الإنسان مسؤولية مجتمعية تقوم بها نظم المجتمع كافة، لذلك لا يمكن حصر بناء الإنسان في النظام التعليمي، لأن الإنسان صانع ومصنوع لثقافته من خلال تفاعل وتشارك النظم الاجتماعية، بل إنه من الجوانب السلبية التي نشعر بها حاليًا غياب الرؤية المستقبلية للإنسان الذي نريد، فالمفترض أن تكون هناك نظرة بعيدة المدى، كأن نقول بعد عشرين سنة نريد أن يكون المواطن أو الإنسان على نسق معين (جسميًا وروحيًا وفكريًا...) هنا نحدد دور كل الأنظمة الاجتماعية، فهناك السياسية والاقتصاد والتعليم والصحة والإعلام....، كل ما تم ذكره له دور معين حتى نحقق النظر المستقبلية المأمولة، أما حصر بناء الإنسان في النظام التعليمي فهذا إجحاف للنظم الاجتماعية الأخرى، وتحميل النظام التعليمي فوق طاقته. يكثر الحديث عن حقوق الإنسان في الوقت الذي تزداد فيه الانتهاكات على إنسانيته. – هذه الفكرة طرحتها في أكثر من مقال، وأكرر هنا أن التشريعات تطورت في شكلها وصياغتها وتدويلها، ولكن غاب مفهوم بناء الإنسان، في الوقت الذي نجد أن الإنسانية أصبحت مهددة بمفهومها العام، فالآلة والتطور التكنولوجي بدلاً من أن يسيطر عليها الإنسان سيطرت هي عليه، وأصبح يدور في فلكها، نعم هناك تشريع ومعاهدات وبروتوكولات ومواثيق، ولكن غاب مفهوم التأصيل والنظر للإنسان بصورته المجردة، حتى بعض الدول الأوروبية التي كانت تدعي احترامها لحقوق الإنسان نجدها تجاوزت حقوق الإنسان، فحقوق الإنسان تحتاج إلى ثورة حقيقية لا مجرد شعارات، تبدأ من الإنسان ذاته ثم المجتمع وهكذا. ولكن هناك نقطة لا يمكن أن نغفلها تتعلق بتسييس حقوق الإنسان، لأن السياسية والعلاقات الدولية والمحلية فرضت مفاهيم أثرت سلبًا على حقوق الإنسان، بل أثر ذلك على النظر إلى أهمية وترتيب حقوق الإنسان، فالدول الليبرالية كانت تركز على الحقوق السياسية والمدنية بعد�'ها حقوقًا لها الأسبقية، أما الدول التي كانت تنتهج الاشتراكية (سابقًا) كان التركيز على الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، هنا نستنتج كيف طغت السياسية على مفهوم حقوق الإنسان إلى أن كان ظهور الجيل الثالث من حقوق الإنسان والذي أدخل مفاهيم وحقوقًا جديدة كالحق بالتنمية ووقت الفراغ وغيرها. |
|
May-Sat-2010 | #3 |
مؤسس المنتدى( 0504464282)
|
أهم القضايا التربوية والاجتماعية التي تواجه مجتمعاتنا هي «التربية الاستهلاكية» حين تؤكد على القيمة السلبية والتبعية على حساب المشاركة والإنتاج.
– التربية الاستهلاكية أيضا مرتبطة بمجال القيم والتي أعدها من التحديات التي تواجه التربية بشكل عام، وأنا أقصد هنا القيم بشكلها الكامل، بخصوص الاستهلاك نجد أنه مشكلة قد تكون عامة في مجتمعاتنا الخليجية بصورة أدق، فنلاحظ في الوقت الحاضر رغم الشكوى من ارتفاع الأسعار إلا النمط الاستهلاكي لا زال شائعًا، وحتى لا نخرج الأمور من سياقها التاريخي نجد أن الاستهلاك ارتبط بحالة الرفاه والقفزات الاقتصادية التي بدأت في منطقة الخليج العربي منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، واستمرت حتى أصبحت نمطًا شائعًا في حياتنا بل إنها كرست سلوكيات سلبية مثل الإتكالية واللامسؤولية، وهذا يحتم على المعنيين بأمور التربية أخذها بالحسبان. الانتقاد المتكرر للطفل والإمعان في إحباطه يجعل طريقه سريعًا للصمت الاختياري. – الانتقاد المتكرر والإحباط من أهم العوامل المؤثرة بصورة سلبية في نفسية الطفل، لأنها نوع من الحصار الشديد له، مما يجعله يقوم بردود فعل مغايرة لما يتوقعه ولي الأمر، فقد يكون هناك عناد لا شعوري أو صمت اختياري وغيرها من الصور السلبية، ولو استمر هذا الحصار النفسي فسيؤثر ذلك حتمًا في تركيبته النفسية وسلوكه بشكل عام، وستكون هناك أنماط شخصية لا يمكن القبول بها مثل العدوانية أو الانهزامية، وقبل كل شيء عدم الثقة بالنفس. العولمة تغزو حياتنا، والعالم قرية صغيرة، وأطفالنا لم يملكوا البوصلة. – مشكلتنا مع العولمة أن موقفنا منها به نوع من التطرف، فهناك من يرحب بها بشكل قاطع بكل تجلياتها وقيمها وربطها بالتطور أو كأنها وسيلتنا الوحيدة للرقي، وهناك من يحاربها بشكل كبير وكل ما تحمله من مضامين، وحصرها في الجانب السياسي والاقتصادي، ولكن المنطق هو أن نقر بها وكيف نتعامل معها، لأنه من المحال العيش منعزلين عن العالم، وفي الوقت نفسه لا يمكن فقدان خصوصيتنا وهويتنا، وفي وسط هذه الصورة الضبابية يعيش أطفالنا ولم نمدهم بالمهارات الكافية للعيش في ظل تطور عالمي لا يمكن غض النظر عنه. المعلم المؤدلج فكريًا، يؤذي تفكير الطفل ويوقف نموه العقلي. – الإنسان المؤدلج عندما يستلم زمام بعض الأمور فهذه مشكلة خصوصًا عندما يرتبط بعمل له علاقة بالآخرين، هذا إذا تجاوزنا التنظيمات السياسية ودورها، وإذا كنا نتحفظ بها عن الإنسان بشكل عام فمن الطبيعي لا يمكن قبولها من المعلم، وهنا سينشط المنهج الخفي بصورته السلبية والتي تناقض المنهج الرسمي، كما أنه سيحاول جاهدًا استنساخ أفكاره عن طريق طلبة مشابهين لفكره، وهذا سيوقف نموهم العقلي ولن تتحقق أهداف التربية والمجتمع الذي يعمل في نظامها، وهذا لا يعني أننا نصادر عقول الآخرين، ولكن الوسط التربوي له طبيعته وخصوصيته لأنها قبل كل شيء مشروع وطني. المرأة أكثر الكائنات عطاء وأقلها مكاسب. – عطاء المرأة أرى أنه أهم ما يميزها، بل إن هذا العطاء المتواصل جعل الرجل أحيانًا يتنازل عن بعض من دوره، أما مسألة المكاسب فهي نسبية من مجتمع لآخر، ففي بعض المجتمعات حققت المرأة مكاسب كثيرة أعطتها قيمتها وحقوقها. أكثر أسباب الانحراف السلوكي عند الأحداث..كثرة العقاب وشدته. – الانحراف السلوكي له أسباب عديدة ومتشابكة، فقد يكون لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو أسرية وغيرها من العوامل، أما كثرة العقاب وشدته قد تدفع للانحراف ولكنني أتصور أنه لا يمكن جعله في مصاف العوامل الأخرى. ليتعلم الطفل الاحترام والانضباط، علينا أن نحترمه ونعتذر إليه. – من العوامل التي تساعد في تشكيل شخصية الطفل نظرتنا له ونظرته لذاته، وهذا يرتبط بنوع التواصل والحميمة التي تربطنا به، فإذا كان هناك احترام لشخصه وتقدير له ستكون ردة فعله بمستوى هذا الاحترام، ومن ثم يسهل عليه تعلم الاحترام والتقدير لأنه شعر به وأدرك قيمته. لكي يكون الإنسان قادرًا على العطاء بكرامة، يجب أن يكون قادرًا على الاعتماد على نفسه. – كرامة الإنسان تعتمد على عنصريين أساسيين: الأول احترام الآخر لكرامة الذي أمامه أو يتعامل معه، والثاني احترامه لكرامته نفسه، لذلك يقول المتنبي (من يهن يسهل الهوان عليه) وفي وسط هذه الصورة يكون العطاء الذي يستند قبل كل شيء إلى القدرة الذاتية للإنسان وثقته بنفسه، فإذا فقد الإنسان الكرامة وعدم الثقة بالنفس فلن يكون هناك عطاء بالصورة المقبولة. كلمة »لا» من أروع الاكتشافات في مرحلة الطفولة! – قول (لا) تعبر عن حالة رفض معينة، ففي الطفولة قد تعني عدم الانصياع أو رفض أمور معينة قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية، لذلك فهي ليست اكتشافًا بقدر ما هي تعبير عن عقل ونفسية الطفل في هذه المرحلة، كذلك تعكس مدى استجابته لما يجول في خاطره وما يعارض رغباته. يقول «هيودبرون» هناك 152 طريقة لحمل الطفل الرضيع، وكلها صحيحة. – المهم ليس بالطريقة ولكن في صحتها ودقتها وعدم إلحاقها الضرر بالطفل، وكلمة حمل الطفل هنا قد يقصد بها أمور كثيرة وليس الحمل بالمعنى الدقيق دائمًا، ولكن أيًا كانت الطريقة المهم الحفاظ على الطفل. ينبغي أن يتحكم في تربية الطفل استعداده الفردي وقدراته وميوله وليس المنهج المفروض أو التكرار والحفظ. – نجاح عملية التعلم لا تتم إلا وفق ميول وقدرات الطفل، لأنها من أساسيات أو شروط التعلم، أما إذا كان التعليم منفصلاً عن هذه المعطيات حتمًا لن يحدث بالصورة المرجوة، وتزداد المسألة صعوبة عندما يركز على المهارات الدنيا من التعلم ونقصد بذلك الحفظ والتذكر، لذلك ينبغي عند وضع المناهج أن تراعي هذه الجوانب. حين نقرر أمرًا ما..،علينا الإصغاء إلى أنفسنا أولاً ونبدأ بعمل مانحب إرضاء لأنفسنا. – فكرة الإصغاء للذات نادى بها الفيلسوف وعالم النفس الشهير إريك فروم، بل أكد عليها بشكل كبير، وبتصوري أن الإصغاء للذات نقطة مهمة لفهم الإنسان لذاته، فجهله بها سيفقده فهمه للآخر، ومن ثم ننطلق لتحقيق الأمور التي نرجوها لأننا كونا قاعدة معرفية خاصة بنا وبالآخر ومن ثم يسهل التعامل معها. إن أسوأ ما يمنحه بعض المربين والمعلمين للأطفال هو إحباطهم والتقليل من قدراتهم بدلا من الثناء عليهم وتحفيزهم. – التحفيز والثناء من أهم جوانب دعم التعلم الصحيح، والعكس صحيح تمامًا، فالإحباط والتقليل من شأن الطفل يوقف دافعيته للتعلم بل تجعله يحجم عن التعلم بشكل صحيح، لذلك يحب أن يراعي المربون هذه النقطة المهمة، لأن دورهم التحفيز والتشجيع وليس تكريس الإحباط. «المبادرة» روح عظيمة تسكن النفس، وقد تموت حين تعاني من الإهمال. – المبادرة نزعة روحية صرفة واستعداد نفسي وعقلي قبل كل شيء، فالإنسان الذي لديه المبادرة يكون أكثر قوة وصلابة وثقة بنفسه، ومن هنا يقول المتنبي (إذا غامرت في شرف مروم – فلا تقنع بما دون النجوم). الحوار وسيلة اتصال وتفاهم ولكنها مفقودة بين المعلم والطالب،الآباء والأبناء...هناك حلقة مفقودة..! – الحوار فن له قواعده وأصوله التي تعتمد على الفهم والإصغاء واحترام الرأي الآخر، بل إنه يعد من الشروط المهمة لقيام العلاقات الإنسانية على أسس متينة, ولكن مع الأسف غاب الحوار وفق هذا المفهوم وسادت ثقافة الاعتراض والصراخ وغيرها من الحوارات السلبية، وانعكس كل ذلك على الحوار بين المعلم والطالب وفي محيط الأسرة، ولاسيما وسط فوضى إعلامية فرضت لغة لا تليق بمستوى الثقافة بشكل عام ناهيك عن الثقافة التربوية لتؤصل ثقافة مغايرة تمامًا للحوار الهادف والجاد. الأسر الخليجية بدأت بالتحول إلى أسر فندقية. – قد يكون من الصعب جدًا القول بأن كل الأسر الخليجية تحولت إلى أسر فندقية، لأننا هنا نقرأ العبارة في أكثر من زاوية، فقد نعني بذلك مستوى الأسرة الاقتصادي الذي جعل كل وسائل الرخاء والترف متوافرة، وهذه أيضًا مسألة لا نأخذها على الإطلاق، وقد نقرؤها من حيث جو العلاقات الأسرية والذي غاب عنها التواصل فأصبح الأبناء مجرد ضيوف (أكل ونوم) كأنهم يعيشون في فنادق وليس بين أسرة، وبتصوري أن هذه المشكلة وفق هذا المنظور مشكلة قد تكون عربية عامة، وأصبح الأفراد مستهلكين أكثر من كونهم منتجين. المدرسة الخليجية فقيرة في تعليم الطالب حقوقه وواجباته. – تعليم الحقوق والواجبات جزء من التربية والتنشئة المدنية التي نجدها في المناهج العالمية والتي غابت عن بعض دول الخليج، وإن كنا في الكويت نعلم التنشئة المدنية في المرحلة الابتدائية والدستور وحقوق الإنسان في المرحلة الثانوية، ولكن نحتاج إلى تأصيلها في الخبرات التربوية اليومية بدلاً من التعامل معها كمادة معرفية فقط. الثقافة الحقوقية ضائعة بين النظام السياسي ومؤسسات المجتمع المدني. – الثقافة الحقوقية تتشكل من خلال جملة معطيات، أهمها سيادة مبدأ القانون والوعي المجتمعي بها والممارسة العملية لها، ولحساسية هذه الثقافة نجدها تضيع بين النظم السياسية المتمثلة بالسلطة السياسية وبين مؤسسات المجتمع المدني التي تنشأ خارج رحم السلطة السياسية, وبدلاً من أن يكون هناك تعاون وتناسق بينهما نجد ما يحدث العكس تمامًا، حيث الصراع والتنافس، وهذا أثر بشكل عام على الوعي السياسي والثقافة الحقوقية. المؤسسات التعليمية الخليجية متأخرة عن الأنظمة التربوية العالمية التي تسعى لبناء الإنسان. – بناء الإنسان مسؤولية مجتمعية تقوم بها نظم المجتمع كافة، لذلك لا يمكن حصر بناء الإنسان في النظام التعليمي، لأن الإنسان صانع ومصنوع لثقافته من خلال تفاعل وتشارك النظم الاجتماعية، بل إنه من الجوانب السلبية التي نشعر بها حاليًا غياب الرؤية المستقبلية للإنسان الذي نريد، فالمفترض أن تكون هناك نظرة بعيدة المدى، كأن نقول بعد عشرين سنة نريد أن يكون المواطن أو الإنسان على نسق معين (جسميًا وروحيًا وفكريًا...) هنا نحدد دور كل الأنظمة الاجتماعية، فهناك السياسية والاقتصاد والتعليم والصحة والإعلام....، كل ما تم ذكره له دور معين حتى نحقق النظر المستقبلية المأمولة، أما حصر بناء الإنسان في النظام التعليمي فهذا إجحاف للنظم الاجتماعية الأخرى، وتحميل النظام التعليمي فوق طاقته. يكثر الحديث عن حقوق الإنسان في الوقت الذي تزداد فيه الانتهاكات على إنسانيته. – هذه الفكرة طرحتها في أكثر من مقال، وأكرر هنا أن التشريعات تطورت في شكلها وصياغتها وتدويلها، ولكن غاب مفهوم بناء الإنسان، في الوقت الذي نجد أن الإنسانية أصبحت مهددة بمفهومها العام، فالآلة والتطور التكنولوجي بدلاً من أن يسيطر عليها الإنسان سيطرت هي عليه، وأصبح يدور في فلكها، نعم هناك تشريع ومعاهدات وبروتوكولات ومواثيق، ولكن غاب مفهوم التأصيل والنظر للإنسان بصورته المجردة، حتى بعض الدول الأوروبية التي كانت تدعي احترامها لحقوق الإنسان نجدها تجاوزت حقوق الإنسان، فحقوق الإنسان تحتاج إلى ثورة حقيقية لا مجرد شعارات، تبدأ من الإنسان ذاته ثم المجتمع وهكذا. ولكن هناك نقطة لا يمكن أن نغفلها تتعلق بتسييس حقوق الإنسان، لأن السياسية والعلاقات الدولية والمحلية فرضت مفاهيم أثرت سلبًا على حقوق الإنسان، بل أثر ذلك على النظر إلى أهمية وترتيب حقوق الإنسان، فالدول الليبرالية كانت تركز على الحقوق السياسية والمدنية بعد�'ها حقوقًا لها الأسبقية، أما الدول التي كانت تنتهج الاشتراكية (سابقًا) كان التركيز على الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، هنا نستنتج كيف طغت السياسية على مفهوم حقوق الإنسان إلى أن كان ظهور الجيل الثالث من حقوق الإنسان والذي أدخل مفاهيم وحقوقًا جديدة كالحق بالتنمية ووقت الفراغ وغيرها. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|