وقفات تدبريّة حول الجزء الثالث

﷽
🌴 *وَقفَاتٌ تَدَبُّريَّةٌ* {3- 30} 🕟
الوَقْفَةُ الثَّالِثة حَوْلَ ۩ الجُزءِ الثَّالِث ۩
_________________________
📜 *﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾*
1- آية الكرسي موضوعها هو (الله ﷻ)، فهي بمثابة النبذة التعريفية عنه سبحانه كما سيأتي.
2- هذه الآية مشتملة على عشر جمل مستقلة ظاهرًا مرتبطة المعاني باطنًا.
3- بدأ باسمه سبحانه من دون سائر الأسماء الحسنى لأن هذا الاسم (الله) لا يشاركه فيه معه أحد سواه.
4- بعد هذا الاسم جاءت كلمة التوحيد التي تفسر معنى (الله) وهو الإله الذي لا معبود بحق إلا هو.
5- بعد نفي جميع الآلة بيّن ما يختص به سبحانه عن سائر المعبودات من قوة، وقدرة، وملك ووجاهة، وعلم؛ فبدأ بالقوة والقدرة *﴿الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾* ثم الممتلكات *﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾* ثم الجاه *﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾* ثم العلم *﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾* ثم المشيئة *﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾* ثم الذات *﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾* ثم القدرة مع العلو والعظمة *﴿وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾*
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾* فهذا وعد الله ﷻ وذاك وعد الشيطان، فلينظر البخيل والمنفق أي الوعدين هو أوثق، وإلى أيهما يطمئن قلبه، وتسكن نفسه، والله يوفق من يشاء، ويخذل من يشاء، وهو الواسع العليم.
[ابن القيم طريق الهجرتين 375]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِه﴾* فيها العناية التامة من الله ﷻ بمصالح المسلم في الدنيا، وذلك يدل على أن اللطيف الخبير لا يضيعه يوم القيامة، عند اشتداد الهول، وشدة حاجته إلى ربه.
[أضواء البيان 5'485]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 ذكر الله ﷻ في آخر سورة البقرة، أحكام الأموال وهي ثلاثة أصناف: عدل، وفضل، وظلم؛ فالعدل: البيع، والظلم: الربا، والفضل: الصدقة. فمدح المتصدقين وذكر ثوابهم، وذم المرابين وبيّن عقابهم، وأباح البيع والتداين إلى أجل مسمّى.
[ابن تيمية مجموع الفتاوى 554'20]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜من ارتباط أول سورة البقرة بآخرها، مدح الله تعالى في أولها للمتقين الذين يؤمنون بالغيب، ثم فصّل صفتهم في آخرها، بأنهم الرسول ﷺ ومن معه، إذ آمنوا بالغيب، من مثل أركان الإيمان، وسمعوا وأطاعوا، وذكر في أولها أنهم بالآخرة هم يوقنون، وفي آخرها قالوا *﴿وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾*
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾* لما علموا أنهم لم يوفوا مقام الإيمان حقه مع الطاعة والإنقياد؛ سألوه غفرانه الذي هو غاية سعادتهم، ونهاية كمالهم؛ فإن غاية كل مؤمن المغفرة من الله تعالى.
[ابن تيمية مجموع الفتاوى 14'136]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾* قال عمر بن الخطاب: "ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه إيمانه، ولا من فاسق بيّنٌ فسقه، ولكني أخاف عليها رجلاً، قد قرأ القرآن بلسانه، ثم تأوله على غير تأويله".
[جامع بيان العلم وفضله 339]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 أ- أمر الله ﷻ عباده أن يختموا الأعمال الصالحات بالاستغفار فكان النبي ﷺ إذا سلّم من الصلاة يستغفر ثلاثًا وفي سورة آل عمران قال ﷻ: *﴿وَالْمُسْتَغْفِرِ‌ينَ بِالأسْحَارِ﴾* فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار. ولهذا خُتمت سورة المزمل وهي -سورة قيام الليل- بقوله ﷻ: *﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾* لمن صلى الليل. ب-"والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها؛ فيختم به الصلاة، والحج، وقيام الليل، ويختم به المجالس، فإذا كانت ذكرًا كان كالطابع عليها، وإذا كانت لغوًا كان كفارة لها.
أ- [ابن تيمية مجموع الفتاوى11'689]
ب-[ابن رجب لطائف المعارف 232]
_________________________
{7908} م [المجموعة السادسة]
1437/9/3ھ