وقفات تدبريّة حول الجزء الخامس عشر

﷽
🌴 *وَقفَاتٌ تَدَبُّريَّةٌ* {15- 30} 🕟
حَوْلَ ۩ الجُزءِ الخامس عشر ۩
_________________________
📜 *﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً﴾* عن الحسن قال: ذلك دعاء الإنسان بالشر على ولده، وعلى امرأته، يغضب أحدهم فيدعو عليه، فيسب نفسه ويسب زوجته وماله وولده، فإن أعطاه الله ذلك شقَّ عليه! فيمنعه الله ذلك، ثم يدعو بالخير فيعطيه.
[الدر المنثور 9' 266]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜قال ابن عقيل: "من أحسنِ ظنّي بربي، أن لطفه بلغ أن وصّى بي ولدي إذا كبرت فقال: *﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا﴾* "
[الآداب الشرعية 2' 384]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾* لما كانت هذه الأعضاء الثلاثة هي أشرف الأعضاء وملوكها والمتصرفة فيها والحاكمة عليها؛ خصها الله سبحانه وتعالى بالذكر في السؤال عنها، فسعادة الإنسان بصحة هذه الأعضاء الثلاثة، وشقاؤه بفسادها.
[ابن القيم مفتاح دار السعادة 1' 107]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾* وذاك هو المدخل والمخرج الذي يكون صاحبه فيه ضامنا على الله، وهو دخول وخروج بالله ولله، وهذه الدعوة من أنفع الدعاء للعبد، فإنه لايزال داخلاً في أمر وخارجًا من أمر، فمتى كان دخوله لله وبالله وخروجه كذلك؛ كان قد أدخل مدخل صدق وأخرج مخرج صدق.
[ابن القيم حادي الأرواح 1' 101]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜عن مجاهد أن رجلاً سأله عن رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة فقط، قيامهما واحد وركوعهما واحد، وسجودهما واحد؟ فقال مجاهد: الذي قرأ البقرة فقط أفضل ثم تلا قوله ﷻ: *﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا﴾*
[ابن حجر فتح الباري 9' 89]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜سورة الكهف من السورة المكية، وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي: أهل الكهف، وصاحب الجنتين، وموسى والخضر، وذو القرنين، وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة: فتنة الدين (قصة أهل الكهف)، فتنة المال (صاحب الجنتين)، فتنة العلم (موسى والخضر)، وفتنة السلطة (ذو القرنين)، وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيس لها هو الشيطان الذي يزيّنها ولهذا جاء قوله ﷻ: *﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي﴾* ومن قرأ فواتحها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها كما جاء في الأحاديث الصحيحة، وقد قال النبي ﷺ: «فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، فإنها جواركم من فتنه». وقد بيّن الله كيف النجاة من كل فتنة من هذه الفتن في الدنيا، فالنجاة من الفتنة الأولى بالصحبة الصالحة:
*﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾* والنجاة من الثانية بمعرفة حقيقة الدنيا: *﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾* والنجاة من الثالثة بالتواضع: *﴿قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا﴾* والنجاة من الرابعة بالأخلاص: *﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾*
[صحيح مسلم 8 '197]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ﴾* هذه الآية تدل على صحة الوكالة، وهي أقوى آية في إثباتها.
[أحكام القرآن 5'296]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا﴾* فيها الاحتراز عن الأمور الضارة، وفيها كتمان السر الذي تضر إذاعته ضررًا عامًّا، أو خاصًّا، كل ذلك من كمال العقل.
[تفسير السعدي 165]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا﴾* معنى هذا الخطاب: أني عاديت إبليس وطردته من سمائي، وباعدته من قربي، إذ لم يسجد لأبيكم آدم، ثم أنتم يابنيه توالونه وذريته من دوني وهم أعداء لكم، فليتأمل اللبيب مواقع هذا الخطاب وشدة لصوقه بالقلوب، والتباسه الأرواح، وأكثر القرآن جاء على هذا النمط من خطابه لعباده بالتودد والتحنن واللطف والنصيحة البالغة.
[ابن القيم طريق الهجرتين 221]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 بوَّب البخاري في كتاب العلم «باب الخروج -أي: الرحلة السفر- في طلب العلم»، وأورد قصة موسى عليه السلام لما رحل إلى الخضر، ليطلب العلم منه، وكان الخضر بمكان يلتقي فيه بحران: *﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا﴾* أي بقي زمانًا طويلاً بحثًا عنه.
[صحيح البخاري 4447' 78]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا﴾* فإنه سفر إلى مخلوق، ولما واعده موسى ربه بثلاثين ليلة وأتمها بعشر فلم يأكل فيها لم يجد مس الجوع ولا النصب؛ فإنه سفر إلى ربه ﷻ وهكذا سفر القلب وسيره إلى ربه، لا يجد فيه من الشقاء والنصب ما يجده في سفره إلى بعض المخلوقين.
[ابن القيم بدائع التفسير 104'2]
_________________________
{7596}م [المجموعة السادسة]
1437/9/15ھ