وقفات تدبريّة حول الجزء الثالث والعشرين
﷽
🌴وَقفَاتٌ تَدَبُّريَّةٌ [23-30] 🕟
حَوْلَ الجُزءِ الثّالِث والعِشرين ۩
_________________________
*﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾* ومن تدبر القمر وجد أنه مطابق لحال الإنسان؛ فالقمر يبدو ضعيفًا، ثم يزداد في القوة حتى إذا تكامل في القوة أخذ في النقص.. وهكذا الإنسان.
[ابن عثيمين تفسير سورة يس 144]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
*﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾* فيها إشارة أن الوصية أهم مايعنى به من يفجؤه الموت، وفيها المبادرة إلى كتابتها فإن النفس لا تدري مايُعرض لها.
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
*﴿أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾* من تأمل هذا الموضع حق التأمل، علم أن حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسه، فإن العبد إنما يحمله على حسن العمل ظنه بربه أن يجازيه على أعماله، ويثيبه عليها ويتقبلها منه، فالذي حمله على العمل حسن الظن، فكلما حسن ظنه حسن عمله.
[ابن القيم الجواب الكافي 27]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜أراد إبراهيم -عليه السلام- ذبح ابنه إسماعيل استجابة لأمر الله تعالى: *﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ﴾* فبارك الله في ذريته: *﴿وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ﴾*
وهجر أباه لكفره فجعله الله أبا للمسلمين جميعًا:
*﴿ّمِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ﴾*
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾* عن ميمون بن مهران قال: سمعت الضحاك بن قيس يقول على منبره: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس كان عبدًا لله ذاكرًا، فلما أصابته الشدة دعا الله، فقال الله: *﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾* فذكره الله بما كان منه، وكان فرعون طاغيًا باغيًا: *﴿حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين﴾*
[تفسير الطبري3' 303]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب﴾* قال ابن عثيمين: «من تذكر بالقرآن فهو صاحب عقل، ومَن لم يتذكر، فليس له عقلُ رشد، وجه ذلك؛ أن الله جعل التذكر لمن اتصفوا بالعقول».
وقال السعدي معلقًا على قوله ﷻ: *﴿لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾* «وهذه الحكمة من إنزاله؛ ليبدبر الناس آياته فيستخرجوا علمها، ويتأملوا أسرارها وحكمها، فإنه بالتدبر فيه والتأمل لمعانيه، وإعادة الفكر فيها نرة بعد مرة؛ تدرك بركته وخيره، والقراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة التلاوة التي لايحصل بها هذا المقصود».
وقال ابن القيم: «لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر؛ فإنه جامع لجميع منازل السائرين، وأحوال العالمين، ومقامات العارفين».
[ابن عثيمين تفسير صورة ص 147]
[تيسير الكريم الرحمن 712]
[مفتاح دار السعادة 1' 187]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾* بدأ بطلب المغفرة قبل طلب المُلك العظيم؛ وذلك أن زوال أثر الذنوب هو الذي يحصل به المقصود، فالذنوب تتراكم على القلب، وتمنعه كثيرًا من المصالح، فعلى المؤمن أن يسأل ربه التخلص من هذه الذنوب قبل أن يسأله مايريد، وفي الآية أدب من آداب الدعاء وهو تعظيم الرغبة، وعلو الهمة في الطلب، فسليمان -عليه السلام- لم يكتف بسؤال الله المغفرة، ولكنه لعلو همته، وعلمه بسعة فضل به سأله مع ذلك مُلكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فأجاب الله دعاءه، وسخر له الريح والشياطين، بل وله في الآخرة :*﴿وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ﴾*
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜قال الله ﷻ في نهاية سورة ص *﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ﴾* وأقسم في بدء السورة بالقرآن ذي الذكر *﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْر﴾* وختمها بالكلام عن القرآن أيضًا، وقال: إنه ذكر للعاملين فبيّن الكلام الذي أجمله في الافتتاح؛ فالتناسب بين مفتتح السورة وخاتمتها ليس شيئًا عارضًا ولا موافقة عابرة، وإنما هو سمة بارزة من سمات هذا الكتاب الكريم، وأمر مقصود في هذا الكلام الرفيع.
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜«ما أنعم الله على عبدٍ نعمة فانتزعها منه، فعاضه من ذلك الصبر إلا كان ما عاضه الله أفضل مما انتزع منه ثم قرأ: *﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾* ».
[عمر بن عبدالعزيز البيان والتبيين 1' 456]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّه﴾*
قوله: *﴿مَثَانِيَ﴾* أي تثنى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر، وتثنى فيه أسماء الله وصفاته، وهذا من جلالته وحسنه، وهذه المعاني للقلوب بمنزلة الماء لسقي الأشجار، فكما أن الأشجار كلما بَعُد عهدها بسقي الماء نقصت، بل ربما تلفت، وكلما تكرر سقيها حسنت، فكذلك القلب يحتاج دائمًا إلى تكرر معاني كلام الله تعالى عليه، وهكذا ينبغي للقارئ للقرآن المتدبر لمعانيه، أن لا يدع التدبر في جميع المواضع منه؛ فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير ونفع غزير.
[تيسير الكريم الرحمن 791]
•┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈•
📜 *﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾* ومن تدبره وتدبر ما خالفه، عرف أن القدح كله فيما خالفه.
[ابن القيم الصواعق المرسلة 3' 1127]
_________________________
{7587}م [المجموعة السادسة]
1437/9/23ھ
|