![]() |
وقفات تدبريّة حول الجزء الخامس والعشرين
﷽
🌴وَقفَاتٌ تَدَبُّريَّةٌ [25-30] 🕟 حَوْلَ الجُزءِ الخَامِس والعِشرين ۩ _________________________ 📜 *﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾* أوصى ابن قدامة -رحمه الله- أحد إخوانه قائلًا: «واعلم أن من هو في البحر -على اللوح- ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله، فإذا حققت هذا في قلبك فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم له سبب نجاة غير الله». [الوصية المباركة 77] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾* لما كانت التوبة من الأعمال العظيمة التي قد تكون كاملة وقد تكون ناقصة، وقد تكون فاسدة إذا كان الغرض منها دنيويًا، وكان محل ذلك القلب الذي لا يعلمه إلا الله؛ ختم هذه الآية بقولة: *﴿وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾* [السعدي تيسير الكريم الرحمن 758] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜المظلوم وإن كان مأذونا له في دفع الظلم عنه في قوله تعالى: *﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾* فذلك مشروط بشرطين: أحدهما: القدرة على ذلك، والثاني: ألا يعتدي. فإذا كان عاجزًا أو كان الانتصار يفضي إلى عدوان زائد لم يجز. [ابن تيمية الاستقامة 1' 40] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾* فأخبر سبحانه أن ما عنده خير لمن آمن به وتوكل عليه، وهذا هو التوحيد، ثم قال ﷻ: *﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ﴾* فهذا اجتناب داعي القوة الشهوانية، ثم قال ﷻ: *﴿وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾* فهذا مخالفة القوة الغضبية، فجمع بين التوحيد والعفة والعدل التي هي جماع الخير كله. [ابن القيم بدائع التفسير 199] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾* بدأ بذكر الإناث، فقدم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهن،*أي: هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذكر، وتأمل كيف نكّر سبحانه الإناث، وعرّف الذكور،*فجبر نقص الأنوثة بالتقديم، وجبر نقص التأخير للذكور بالتعريف. [ابن القيم تحفة المودود بأحكام المولود 21] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا﴾* وصف الله ﷻ القرآن بأنه روح، وفي هذا معنى عظيم لمن تعقله؛ وهو أن القرآن الكريم روح الأمة الإسلامية وحياتها وسر بقائها، وكأنها إذا تخلت عنه فكأنما تتخلى عن روحها، فالأمة دون قرآنها هي جسد لا روح فيه. •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜*﴿وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ﴾* في تقديم الفلك على الأنعام فائدة؛ وهي إظهار القدرة يتضح في الفلك أكثر، فالفلك تجري على الماء، والجريان على الماء أعظم إظهارًا لقدرة الله من مشي الأنعام على أرض مستقرة. •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜لما ذكر الباري نعمته على العباد بتيسير الركوب للأنعام، والفلك قال: *﴿لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾* ذكر فيها أركان الشكر الثلاثة وهي: - الاعتراف والتذكر لنعمة الله، -التحدث بها والثناء على الله بها، -الاستعانة بها على عبادته. ولما كان الركوب مباشرة أمر خطر، واتصالًا بسبب من أسباب التلف، كان من حق الراكب ألا ينسى أنه منقلب إلى الله غير منفلت من قضائه ولهذا خُتمت الآية بقوله: *﴿وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾* [السعدي تيسير اللطيف المنان 1' 345] [وينظر الجامع لأحكام القرآن 4' 451] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُون﴾* لما كان المصاب إذا شاركه غيره في مصيبته، حصل له بالتأسي نوع تخفيف وتسلية، أخبر الله سبحانه أن هذا غير موجود وغير حاصل في حق المشتركين في العذاب، وأن القرين لا يجد راحة ولا أدنى فرح بعذاب قرينه معه. [ابن القيم بدائع التفسير 278] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾* ومن بديع معنى الآية أن الله وصف حال إعراضهم عن الذكر بالعَشا*﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾* وهو النظر الذي لا يتبين الشيء المنظور إليه، ثم وصفهم هنا بالصم العمي إشارة إلى أن التمحل للضلال ومحاولة تأييده ينقلب بصاحبه إلى أشد الضلال، وهو معنى قول النبي ﷺ: «لايزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذابًا». [ابن عاشور التحرير والتنوير 12' 591] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾* لولا الإضافة ماطابت الضيافة! [السراج البلقيني ترجمته 469] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَة﴾* في كثرة خيراتها، في سعة فوائدها ومبراتها، ومن بركتها أنها تفوق ليالي الدهر، وأن من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ماتقدم من ذنبه. [السعدي الفواكة الشهية 214] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ﴾* وصف نعيم نفوسهم بعضهم مع بعض في مجالسهم ومحادثاتهم بقوله: *﴿مُتَقَابِلِينَ﴾* لأن الحديث مع الأصحاب والأحبة نعيم للنفس، فأغنى قوله: *﴿مُتَقَابِلِينَ﴾* عن ذكر اجتماعهم وتحابهم وحديث بعضهم مع بعض، وأن ذلك شأنهم أجمعين، بأن ذكر ما يستلزم ذلك وهو صيغة متقابلين. [ابن عاشور التحرير والتنوير13' 28] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ﴾* وفي هذه الخاتمة رد العجز على الصدر، إذ كان صدر سورة الدخان ذكر فيه إنزال الكتاب المبين، وأنه رحمة من الله بواسطة رسالته ﷺ، وكان في صدرها الإنذار بارتقاب يوم تأتي السماء بدخان مبين وذكر البطشة الكبرى، فكانت خاتمة السورة خاتمة عزيزة المنال اشتملت على حسن براعة المقطع وبديع الإيجاز. [ابن عاشور التحرير والتنوير 13' 40] •┈┈┈• ❀ •••• ❀ •┈┈┈• 📜 *﴿وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَة﴾* الغشاوة: هي غطاء العين، وهذا الغطاء سرى إليها من غطاء القلب، فإن ما في القلب يظهر على العين من الخير والشر، فالعين مرآة القلب تظهر ما فيه. [ابن القيم بدائع التفسير 310] _________________________ {7585}م [المجموعة السادسة] 1437/9/25ھ |
جزاك الله خير الجزاء
|
الساعة الآن 04:52 PM. |
IPTEGY.COM® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Powered By iptegy.com.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010