وقفات تدبريّة حول الجزء الرابع
 

﷽
🌴 *وَقفَاتٌ تَدَبُّريَّةٌ* {4- 30} 🕟
الوَقْفَةُ الرَّابعةُ حَوْلَ ۩ الجُزءِ الرّابِع ۩
_________________________
📜 أ- دل قول الله ﷻ: *﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين﴾* على فرض الحج من عشرة أوجه، منها تقديم اسمه تعالى، وأدخل عليه لام الاستحقاق، *﴿وَلِلَّهِ﴾* ودخول *﴿عَلَىِ﴾* ثم مجيء *﴿سَبِيلًاِ﴾* نكرة في سياق الشرط، والمعنى أي سبيل تيسرت، فالحج معها واجب، ثم إتباعه الأمر بأعظم الوعيد، *﴿وَمَنْ كَفَرَ﴾* وختمها بإخباره باستغنائه *﴿عَنِ الْعَالَمِين﴾* إعلامًا بمقت التارك مع قدرته.
ب- قال علماؤنا: هذا من أوكد ألفاظ الوجوب عند العرب، وإنما ذكر الله سبحانه الحج بأبلغ ألفاظ الوجوب؛ تأكيدًا لحقه، وتعظيمًا لحرمته، وتقوية لفرضه.
أ-[ابن القيم بدائع الفوائد 460'2]
ب-[ابن العربي أحكام القرآن 2'52]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا﴾* ثم قال ﷻ: *﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾* فيها إشارة إلى أنكم عرفتم النعيم والكمال، بعد الشقاء والشناعة، فالأحرى بكم أن تسعوا بكل عزم، إلى انتشال غيركم من سوء ماهم فيه، إلى حسنى ما أنتم عليه.
[ابن عاشور التحرير والتنوير 3'172]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾* فيها فضل البكور، والمبادرة بالعمل من أول النهار، وفيها العناية بتوديع الأهل عند الخروج لسفر، وفيها إيثار حق الله على حق من سواه؛ فإن العبد يخرج من أحب الناس إليه، إلى شيءٍ تكرهه النفوس؛ تقديمًا لما يحبه الله على ماتحبه النفوس.
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 من أعظم نفحات رمضان: مصادفةُ ساعة إجابةٍ، يسأل العبد فيها الجنة، والنجاة من النار، فيُجاب سؤاله، فيفوز بسعادة الأبد، قال ﷻ: *﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾*
[ابن رجب لطائف المعارف 216]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾* فيها دليل على أن التوسل بأفعال الله تعالى وربوبيته، من أسباب إجابة الدعاء، فإن الله ﷻ قال بعدها: *﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُم﴾*
[ابن عثيمين شرح كتاب الطهارة 7]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 *﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾* الصبر حال الصابر نفسه، والمصابرة: مقاومة الخصم فهي مفاعلة تستدعي وقوعها بين اثنين. والمرابطة: الثبات واللزوم، والإقامة على الصبر والمصابرة، وكما أن المرابطة لزوم الثغر الذي يخاف هجوم العدو، فهي لزوم ثغر القلب لئلا يدخل منه الهوى والشيطان. وقد يصبر العبد ولايصابر، وقد يصابر ولايرابط، وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد بالتقوى، ولهذا أمر الله في هذا الموضع *﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾*
[ابن القيم بدائع التفسير 222]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 تأمل قوله ﷻ: *﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ﴾* مع أنها أموال السفهاء، لقوله ﷻ بعدها: *﴿فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُم﴾* فأضافها إليهم حين صاروا رشداء.
[ابن عاشور التحرير والتنوير 3'210]
•°•°•° °•°•°•° °•°•°•° °•°•°•
📜 الله تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده حيث أوصى الوالدين بأولادهم *﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾* فعلم سبحانه أنه أرحم بهم منهم
ففي الحديث "أن امرأة وجدت صبيا في السبي فأخذته فألصقته ببطنها، وأرضعته، فقال لنا رسول الله ﷺ: أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟* قلنا: لا والله! وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال رسول الله ﷺ: لله أرحم بعباده من هذه بولدها."
[تفسير القران العظيم 2/225]
[رواه البخاري 471'2 ومسلم 1'156]
_________________________
{7907} م [المجموعة السادسة]
1437/9/4ھ